أصدرت ندوة ( الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على القاصدين ) ، والتي أقيمت اليوم الثلاثاء ١ ذو القعدة ١٤٤٣هـ، بالمسجد الحرام، بمكة المكرمة، بعد موافقة كريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – و عناية من سمو ولي عهده الأمين، الأمير الهمام محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – ورعاية نفيسة من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل – حفظه الله-، وبمتابعة من أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- والتي أقامتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بالشراكة مع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء .
وجاءت التوصيات كالتالي: تقدم المشاركون بأصدق آيات الشكر لله تعالى على جزيل النعم، رافعين شكرهم وتقديرهم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – على الدعم غير المحدود للحرمين الشريفين ومنظومة الحج والعمرة والزيارة وعلى الموافقة والرعاية الكريمة، واصلين شكرهم وثناءهم لمقام ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – على ما يقدمه من متابعة ورعاية واهتمام في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما , مثمنين تشريف وحضور ورعاية سمو أمير منطقة مكة المكرمة سمو الأمير خالد الفيصل -حفظه الله-.
هذا وقد أوصى المتحدثون بما يلي:
أولاً: إبراز مكانة الفتوى ومنزلتها، والتزام المملكة العربية السعودية منهج الوسطية والاعتدال في شتى المجالات، وخصوصًا في الفتوى، وعنايتها ببناء المفتين، وحرصها على توعية ضيوف الرحمن لتحقيق مقاصد العبادة.
ثانياً: أهمية استثمار التقانة والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي ومواقع التواصل في ربط الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن مع الطاقات الاستيعابية مع الأحكام المتغيرة بتغيرها؛ لبيان الإجابة للسائلين عن الأحكام الشرعية في الحرمين الشريفين.
ثالثاً: العمل على إنشاء مركز معلومات يُعنى بجمع الفتاوى المتعلقة بالحرمين الشريفين في قاعدة بيانات، مع العناية بترجمتها وتحويلها رقمياً لتعم بنفعها العالم الإسلامي.
رابعاً: إعداد موسوعة تكون معلمة للفتوى، ورقية ورقمية، ذات تشجير علمي، تراعي تنوع الأحوال واختلاف المذاهب، وتفيد من الذكاء الاصطناعي في التعرف على حال المستفيد -المستفتي-، وإيصاله للسؤال وجوابه المناسب لحاله، وجمع المسائل والنوازل في الحرمين الشريفين والفتوى الصحيحة فيها.
خامساً: تفعيل الجانب التوعوي بإعداد مقاطع مرئية؛ توضح الأحكام المتعلقة بالحج والعمرة والزيارة، وتكون مترجمة بلغات متعددة تخاطب ضيوف الرحمن بلغاتهم.
سادساً: إعداد أدلة إلكترونية ترشد ضيوف الرحمن وتوعيهم بأحكام المسائل التي تعرض لهم في محطات رحلتهم، وتتفاعل بنظام الذكاء الاصطناعي معهم بحسب المكان والتوقيت وخصائصه الديموغرافية.
سابعاً: أهمية توعية وتأهيل العاملين في خدمة ضيوف الرحمن عمومًا بالأحكام المتعلقة بالخدمات التي يقدمونها، وما يطرأ عليها من أحوال.
ثامناً: الالتزام بعدم السماح بأن يفتي أو يجيب السائلين عن المسائل الشرعية إلا المؤهل بالعلم الشرعي، الوسطي في منهجه، المعتدل في فكره، وأن تيسير الفتوى وتغيرها سائغ لأسبابه المقررة عند أهل العلم لكنه يؤخذ من العلماء الراسخين، والتحذير من المواقع المجهولة أو غير الموثوقة والعناية بالفتاوى الجماعية عند النوازل العامة من الهيئات العلمية والمجامع الفقهية.
تاسعاً: التزام من يجيب السائلين عن الأحكام الشرعية في الحرمين الشريفين بالأنظمة المرعية، حفاظًا على انتظام خطط تقديم الخدمات وإدارة الحشود، دون تحزب أو تعصب لمذهب أو طائفة.
عاشراً: الإفتاء وإجابة السائلين عن المسائل الشرعية بالفتاوى المشهورة وتجنب الفتاوى الشاذة، وتوحيد الاجتهاد في المناسك ما أمكن، ومراعاة التيسير في الفتوى، فيما لا يخالف نصًّا أو إجماعًا قطعيًا، ولا ينطوي على تتبع الرخص، ومراعاة أسلوب الخطاب في الفتوى واتصافه بالسعة والتسامح وآداب الاختلاف بين العلماء، وتجنب خطاب العنصرية والكراهية.
الحادي عشر: يراعي من يفتي ويجيب السائل إيضاح الفتوى وسهولة عرضها وفهم المستفتي لها؛ مراعاةً لتعدد ثقافات المستفتين في الحرمين الشريفين ومذاهبهم، وإفهام المستفتي أن تغير الفتوى واختلاف المذاهب هو في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف وفق أدلة معتبرة، والإرشاد للحلول الشرعية لمن وقع في مشكل، ومراعاة التدرج خاصة مع حديثي الإسلام، والحرص على جمع الكلمة والحذر من الفرقة والخلاف.
الثاني عشر: تعزيز دور الفتوى في حفظ الأمن في المجتمعات وحقوق الأوطان والسمع والطاعة لولاة الأمر، ومكافحة التطرف والتشدد والعنف والإرهاب.
الثالث عشر: تعزيز الشراكة بين الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء والجامعات العريقة؛ لبناء خطة استراتيجية للفتوى، وبرامج تأهيلية تجمع بين البناء العلمي والتطوير المهاري واستثمار التقانة من خلال أكاديميات متخصصة، يمولها القطاع الثالث؛ تؤهل من يمارس الفتوى وإجابة السائلين عن المسائل الشرعية ليتحصن بالعلم المؤصل مع مواكبة الوسائل واطلاع على واقع المستفتين والسائلين.
الرابع عشر: الدعوة إلى إقامة مثل هذه الندوة العلمية في المسجد النبوي الشريف، وإقامة مؤتمر علمي عالمي يزخر ببحوث وأوراق عمل، ضمن جلسات متعددة، تخدم الفتوى بالحرمين الشريفين، وتحمل فروعا في النوازل الشرعية.
الخامس عشر: تكوين فريق عمل مشترك من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء؛ لجمع الشروط والضوابط التي ذكرت في هذه الندوة، وإخراجها في لائحة تنظيمية.
السادس عشر: التعاون مع جامعاتنا العريقة واهتمامها بطرح مشروعات بحثية ورسائل علمية وإقامة كرسي بحثي للعناية بفقه الفتوى وما يتعلق به من علوم ومسائل، لا سيما ما يختص به الحرمان الشريفان وأثر الفتوى في التيسير على القاصدين.
السابع عشر: تخصيص مرشدات من عضوات هيئة التدريس بالكليات الشرعية بالجامعات بالمملكة؛ يقمن بمهمة التوجيه والإرشاد للسائلات بالحرمين الشريفين خدمةً للقاصدات في الفتاوى ولاسيما التي تخص المرأة.
الثامن عشر: الاهتمام بالفتوى في مناهج التعليم، ومن ذلك: إدراج مادتين مستقلتين بمسمى: “أصول الإفتاء” “الأحكام والنوازل المتعلقة بالحرمين الشريفين”، تدرس ضمن مقررات الكليات الشرعية بالجامعات على أن تعكف لجنة متخصصة على وضع المنهج العلمي.
التاسع عشر: استقبال المبادرات النوعية للإسهام في خدمة الفتوى في الحرمين الشريفين، من خلال بريد إلكتروني هو: (s.fatwa@gph.gov.sa)، تستقبل من خلاله الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي طلبات مبادرات كبرى في خدمة الفتوى بالحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على القاصدين، على أن تتضمن الضوابط المتبعة في طرح المبادرات النوعية.
العشرون: تكوين فريق عمل إشرافي من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء ، ينبثق عنه فريق تنفيذي لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات بعد اعتمادها.
صدر في مكة المكرمة يوم الثلاثاء بتاريخ 01/ 11/ 1443هـ بتقويم أم القرى الموافق 31/ 05/2022م
وصلى الله وسلم على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .