وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ، كلمة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك لعام 1443هـ.
وفيما يلي نص الكلمة التي تشرف بإلقائها معالي وزير الإعلام المكلّف الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أبنائي وبناتي .. إخواني وأخواتي المواطنين والمقيمين، في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية (حفظها الله)، أيها المسلمون والمسلمات في كل مكان.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسرنا أن نهنئكم بحلول عيد الفطر المبارك، من جوار بيت الله الحرام، فكل عام وأنتم بخير، وأعاد الله علينا وعليكم العيد ونحن نرفل بثياب الأمن والأمان والصحة والسعادة، كما نسأله سبحانه أن يحفظ بلادنا وبلدان العالم من كل شرٍ ومكروه.
ونحمد الله على ما أنعم به علينا وعليكم، من صيام شهر رمضان المبارك وقيامه، سائلين الله العظيم أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال إنه سميع مجيب.
كما نشكر المولى الكريم أن بلغنا عيد الفطر السعيد، راجين الله تعالى أن يبهج بالعيد صدورنا وأن يعيننا جميعاً لتحقيق مقاصد العيد المبارك من إظهار السرور والفرح بفضل الله ورحمته، إذ يقول سبحانه:(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرُ مما يجمعون).
لقد جعل الله العيد، فرصة لسمو الأخلاق، والتآلف والتآخي والتسامح والعفو؛ يقول صلى الله عليه وسلم: “ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً”.
إخواني وأخواتي:
إن الشرف العظيم الذي ميز الله بلادنا به، من خدمة الحرمين الشريفين، والسهر على راحة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار، وتقديم أرقى الخدمات لهم، هو مصدر فخر لنا جميعاً، نبذل من أجله الغالي والنفيس، أداءً للمسؤولية التي اصطفانا الله لها، واستشعاراً لقداسة هذا الواجب العظيم، ونحمد الله أن وفقنا لمواصلة هذا العمل الجليل، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه)، وسارت عليه هذه البلاد، بقيادة أبنائه الملوك من بعده ـ رحمهم الله ـ ولا نزال ونبقى نفتخر، ونتشرف بمواصلة المهمة، بأعلى كفاءة وأميز عطاء بإذن الله تعالى.
لقد كان من فضل الله أن المملكة أعادت السماح باستخدام الطاقة الاستيعابية الكاملة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولقد سعدنا بتوفيق الله لأعداد كبيرة من المعتمرين، والمصلين، والزوار، الذين شرفهم، بزيارة الحرمين الشريفين، في رمضان المبارك، ونحمد الله الذي وفقنا للعمل بأعلى مستويات المسؤولية، والجدية والابتكار، في مواجهة الجائحة، وتخفيف آثارها، مما آتى ثماره الإيجابية، على معظم مناحي الحياة، والفضل لله أولاً، ثم للعاملين في القطاعات كافة، وللمواطنين والمقيمين، الذين أظهروا وعياً عالياً والتزاماً كبيراً وسرعة استجابة للتوجيهات والتعليمات والإرشادات التي ارتبطت بالجائحة.
وختاماً، فإننا نعتز بأبطالنا البواسل، والمرابطين، في الحدود والثغور، ونشكر أبناءنا وبناتنا، العاملين بإخلاص في القطاعات العسكرية والمدنية متضرعين إلى المولى سبحانه أن يوفقنا للخيرات كلها، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء.
بارك الله لكم في عيدكم، وسدد خطانا وخطاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.