عظماء التاريخ وصانعو الأمجاد، لهم مكانة عالية ومرموقة في نفوس وذاكرة البشر، تتناقلها الأجيال جيل بعد جيل لا تمحها السنون، شهد لهم التاريخ بذلك، بفضل أعمالهم ودورهم الريادي، لما فيه خير العباد والبلاد، وتزداد قيمتهم وهيبتهم ومكانتهم في المجتمع عندما يكون لهم دور عظيم وبارز في تأسيس دولة دستورها القرآن الكريم والسنة النبوية، ونشر الأمن والأمان في أرض الجزيرة العربية، وحفظ الحقوق، وصيانة النفوس والأعراض، ونبذ التفرقة والتشتت، والقضاء على البدع والشرك، إنها مكرمة إلهية جليلة، وهبة ربانية عظيمة.
وتجسد هذا الدور العظيم بداية عهد الإمام محمد بن سعود رحمه الله تعالى قبل ثلاثة قرون منتصف عام ١١٣٩هـ - ١٧٢٧ م بداية تأسيس الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية، على نهج الكتاب والسنة، وكان ذلك اليوم فتح جديد ونشأة دولة تٌحكّم كتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم، والقضاء على البدع والشرك، وبفضل الله تعالى كان لها الفضل الكبير في نشر الأمن والأمان بين الناس، واستمرت إلى عام ١٢٣٣هـ - ١٨١٨ م، وتعتبر هذه المرحلة الأولى لتأسيس الدولة السعودية.
ثم بدأت المرحلة الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله رحمه الله تعالى عام ١٢٤٠هـ - ١٨٢٤م واستمرت إلى عام ١٣٠٩ هـ - ١٨٩١م على نفس النهج والدور الريادي وبسط الأمن والأمان والفضاء على الفتن والحروب في أرجاء البلاد.
ثم بدأت المرحلة الثالثة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه عام ١٣١٩هـ - ١٩٠٢م مؤسس الدولة السعودية الثالثة وتوحيد اسمها باسم المملكة العربية السعودية وعاصمتها الرياض، وسار أبناؤه من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها وتطويرها وازدهارها في شتى المجالات إلى هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله تعالى-، والمملكة تنعم بفضل الله تعالى ثم بفضل توجيه وحكمة وإدارة قادتنا، وجهود المخلصين من أبناء وبنات هذا الوطن العظيم وشعبه الكريم، للمساهمة في وتنميته ونهضته الشاملة والمتطورة في كافة المجالات.
فقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله تعالى أمرًا ملكيًا بتحديد يوم 22 من شهر فبراير من كل عام للاحتفاء بذكرى يوم التأسيس للدولة السعودية، ومنح جميع موظفي الدولة إجازة رسمية، والذي يوافق هذا العام يوم الثلاثاء ١٤٤٣/٧/٢١هـ الموافق ٢٠٢٢/٢/٢٢ م اعتزازًا بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها، وتخليدًا للدور الريادي للملوك العظماء السابقين للدولة السعودية -رحمهم الله تعالى- في بناء وتأسيس دولة التوحيد والعقيدة الإسلامية الصحيحة، على نهج الكتاب والسنة وإلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله تعالى-، عهد التطور والنماء والرخاء والنهضة الشاملة في كافة المجالات.
ونحن ننعم بالأمن والأمان والخير الوفير والعيش الرغيد في هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين، ومهبط الوحي والرسالة المحمدية، ومهوى قلوب وأفئدة المسلمين عامة، وما هذا اليوم العظيم يوم التأسيس وذكراه الغالية على نفوس الشعب الكريم إلا خير دليل على اهتمام القيادة الموفقة بالجذور التاريخية لهذه البلاد المباركة، والاعتزاز بالدور الريادي لحكام هذه البلاد السابقين، وذكرى يوم التأسيس محل فخر وعز ومجد لكل مواطن سعودي، وتقديرًا واحترامًا وتلاحمًا مع قادة هذه البلاد المباركة، والاحتفاء والاعتزاز والافتخار بوطننا الغالي، وقيمه الراسخة ومكتسباته العظيمة منذ تأسيسه.
حفظ الله حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وبلادنا المباركة وشعبنا الكريم، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان، وإلى مزيد من الرخاء والنماء والعطاء، والتطور والازدهار، وإلى مستقبل واعد ، ومشرق بإذن الله تعالى .