عندما نسمع كلمة بنك، يروح فكرنا لبنوك حفظ المال والمقدرات، وكل ما له علاقة بالمال ونمائه وحفظه، وتقديم الخدمة للمستفيدين بمساعدتهم في شراء سيارة فارهة أو شراء بيت العمر، سواء كان ذلك شقة أو دورًا أو فيلا، بقسط شهري طويل الأمد يتناسب مع دخل العميل طالب الخدمة.
لكن لو فكرنا قليلًا لوجدنا أن هناك بنوك من نوع آخر لا تقل أهمية عن تلك البنوك الاقتصادية، كبنك المعلومات والمهارات، وبنك القوانين والنظريات، وبنوك اللغة الفصحى التي تضم أجمل المفردات، وأروع الكلمات، وأنقى الجمل، وأعذب العبارات.
وأعظم بنك في العصر الحديث الذي لا يضاهيه بنك ولا يجاريه مصرف، ذلك البنك الذي يعطي بدون فرض أي شروط أو قيود أو توقيع عقود، أبوابه مشرعة في كل زمان ومكان، لا تغلق ليلًا ولا نهارًا، تستقبل الجميع دون استثناء.
إنه بنك الشيخ قوقيل فهو بنك "الفانوس السحري" فيه كل ما لذ وطاب، اطلب وتدلل، وطب وتخير "سياحة و سفر، فتوى وتفسير أحلام، دروس وعبر، وأخبار ومعلومات، وقصص وحكم وأمثال، تواريخ وأحداث، وأجوبة لكثير من الأسئلة والاستفسارات.
إنه بنك يموِّل فقير الأسلوب في الكتابة الذي لا يمتلك الكلمة المؤثرة ولا الجملة المفيدة، فيتيح له فرصة انتقاء الجمل الرائعة والعبارات المميزة، ويهديه القصص والروايات الحكم والأمثال، فما عليه سوى القيام بعملية القص واللزق، ثم الإرسال لمن شاء من الأهل والأصحاب والأصدقاء، ليتباهى أمام الجميع بأنه الكاتب البارع والقاص المخضرم والأديب الذي لا يشق له غبار.
وبهذا الأسلوب أصبح الكل داعية، والكل حكماء والكل علماء، في كل علم، مع العلم أن أكثر هؤلاء لا يجيد الكتابة ولا القراءة، هذا ما لمسناه في قروبات الواتس اب في الحالات والرسائل الجماعية التي تطل علينا صباح مساء، أو تعبر خلال تغريدة توتير أو مقطع تيك توك.
الله يسامحك يابنك الشيخ قوقيل.