رعى معالي وزير التعليم رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للتعليم الإلكتروني الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، اليوم، انطلاق أعمال المؤتمر الدولي “التعليم والتدريب الإلكتروني لتنمية القدرات البشرية”، الذي ينظمه المركز الوطني للتعليم الإلكتروني.
وبدأ الحفل بكلمة ألقاها مدير عام المركز الوطني للتعليم الإلكتروني الدكتور عبدالله بن محمد الوليدي، أشاد فيها بالدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة -حفظها الله- لقطاع التعليم والتدريب الإلكتروني في المملكة الذي كان له الأثر في تحقيق النجاحات الوطنية، مما نتج عنه إشادات عالمية واسعة، مشيراً إلى أن المؤتمر انطلق بتوجيه ومتابعة من معالي وزير التعليم للعمل على تحقيق المستهدفات الوطنية والوصول إلى مواطن منافس عالميًا.
ثم ألقى معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ كلمة أكد فيها حرص القيادة الرشيدة -حفظها الله- على تمكين المواطن من المنافسة العالمية.
وقال: “لقد وضع سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ رؤية طموحة للمنافسة العالمية، وذلك بتمكين المواطنٍ من أدوات ومعايير هذه المنافسة، في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به قطاع التعليم والتدريب، إضافة إلى ما يملكه هذا الوطن من كوادر بشرية مبدعة، تجعلنا بحاجة لإعادة النظر في كثير من الممارسات الحالية؛ وتبنّي ممارسات وأدوات ونماذج تشغيلية وممكنات حديثه، تتسم بالتكامل والابتكار والمرونة”.
وجرى خلال حفل الافتتاح اطلاق معالي الوزير برنامج “الشهادات الاحترافية” في التعليم الإلكتروني؛ لتأهيل ورفع كفاءة الممارسين في التعليم والتدريب الإلكتروني معرفياً ومهارياً، وذلك بالشراكة مع هيئة تقويم التعليم والتدريب وعدد من الجامعات وجهات القطاع الخاص.
وضمن إطار تنمية القدرات البشرية تمكن المركز الوطني للتعليم الإلكتروني من إطلاق مبادرة “مسارات التعلم المرن” لتعزيز المهارات المرتبطة باحتياجات سوق العمل،التي تعد إحدى مبادرات إستراتيجية التعليم والتدريب الإلكتروني التي أعدها المركز، لتقديم حلول نوعية وفق نماذج تشغيلية مرنة ذات كفاءة عالية؛ لتسريع النتائج، وتحفيز الابتكار، وتعزيز التكامل بين مختلف الجهات ذات العلاقة.
وافتتح المؤتمر الدولي “التعليم والتدريب الإلكتروني لتنمية القدرات البشرية” أولى جلساته بعنوان “التعليم الإلكتروني بصفته عاملاً أساسياً في تمكين وتحفيز تنمية القدرات البشرية”، حيث استعرضت الجلسة دور التعليم الإلكتروني في تمكين وتحفيز تنمية القدرات البشرية، وتطوير المهارات التي تضمن تحقيق أهداف برنامج تنمية القدرات البشرية لبناء مواطن مؤهل بقدرات ومهارات تنافسية على المستوى المحلي والعالمي.
وشارك في الجلسة الافتتاحية معالي وزير التعليم رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للتعليم الإلكتروني الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، ومعالي رئيس مجلس إدارة هيئة تقويم التعليم والتدريب الدكتور خالد بن عبدالله السبتي، ومعالي نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الدكتور عبدالله بن ناصر أبوثنين، ومعالي محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور أحمد بن فهد الفهيد.
وخلال الجلسة أكد معالي الدكتور حمد آل الشيخ أن الاقتصاد الجديد جاء بوظائف جديدة، مؤكداً أن البرامج المحوكمة من المنصات العالمية تعزِّز من قدرة المواطن لمواكبة هذه التطورات المتسارعة، مشيراً إلى أن مبادرة “مسارات التعلم المرن” في التعليم والتدريب الإلكتروني تتوافق مع تطلعات المستقبل ومتطلبات العصر في ضرورة المرونة والسرعة.
ونوه معالي رئيس مجلس إدارة هيئة تقويم التعليم والتدريب الدكتور خالد بن عبدالله السبتي بأن متطلبات العصر وسوق العمل أصبحت سريعة، والتعليم والتدريب الإلكتروني أحد سبل التعامل مع هذه المتغيرات، مشيرًا إلى أن الفرص كبيرة لتحقيق الريادة العالمية، مضيفاً أن هيئة تقويم التعليم والتدريب بالتعاون مع المركز الوطني للتعليم الإلكتروني وضعت معايير لاعتماد الجهات المقدمة للتعليم والتدريب الإلكتروني والبرامج.
وأوضح معالي نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الدكتور عبدالله بن ناصر أبو ثنين خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أن سوق العمل يمر بمتغيرات متسارعة، والتعليم والتدريب الإلكتروني ذو القدرات العالية أصبح ضرورة وفق متطلبات العصر، والإحصائيات تبين أهمية التعليم والتدريب.
من جهته أوضح معالي محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور أحمد بن فهد الفهيد أن البنية التحتية القوية في المملكة أسهمت في نجاح التعليم الإلكتروني، لا سيما بعد الجائحة، موضحاً أن طرق التعلم واكتساب المهارات والمعارف التي من شأنها تطور من القدرات البشرية أصبحت اليوم متاحة للجميع.
يذكر أن المؤتمر الدولي “التعليم والتدريب الإلكتروني لتنمية القدرات البشرية” يستمر حتى يوم الخميس 27 يناير 2022م، ويشتمل برنامجه على 6 جلسات حوارية يشارك فيها 20 متحدثاً من أصحاب المعالي والسعادة وعدد من الخبراء العالميين من مختلف دول العالم، يرافقها 7 ورش عمل افتراضية تقام على هامش المؤتمر الدولي طيلة أيام المؤتمر، كما يسلط الضوء على الابتكار في توظيف التعليم والتدريب الإلكتروني في تنمية القدرات البشرية، إضافة إلى مناقشة سبل تعزيز وتطوير المهارات وإعادة التأهيل لمهارات جديدة والتعلم مدى الحياة، من خلال عرض تجربة منظمة اليونسكو UNESCO ،ومنظمة العمل الدولية ILO، والاتحاد الأوروبي، والهند، ودول أخرى، كما يسلط الضوء على أبرز إستراتيجيات المنصات التعليمية، وعرض تجربة منصات edX وCoursera وFutureLearn في تعزيز المهارات وتلبية متطلبات المستقبل، علاوة على مناقشة المسارات المرنة والشهادات المصغرة ودورها في تعزيز المهارات، والإسهام في المواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، من خلال التعليم والتدريب الإلكتروني الذي يعد أهم ممكنات تنمية القدرات البشرية لمواكبة الاحتياجات المتسارعة ومتطلبات المستقبل.