ابتكرت شركة ”كليم وركس“ السويسرية الناشئة، تكنولوجيا جديدة خاصة، تلتقط ثاني أكسيد الكربون من الهواء، وتحوله إلى صخور، وذلك بالتزامن مع تكثيف الجهود العالمية لإصلاح الضرر المناخي الناجم عن التلوث والغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية، أن هذه الشركة تدير حاليا محطة باسم ”أوركا“ في أيسلندا، وتعد أكبر أداة في العالم لالتقاط الكربون من الهواء مباشرة.
وبدأت ”أوركا“ عملها بالفعل في أيلول/ سبتمبر في موقع يبعد 20 ميلا عن العاصمة ريكيافيك.
و“أوركا“ هي أربعة مكيفات ضخمة موضوعة فوق بعضها، كلّ منها بحجم حاوية شحن، ويحتوي كل مكيف منها على 12 مروحة مستديرة كبيرة تعمل بالكهرباء المتجددة من محطة للطاقة الحرارية الأرضية.
ومن خلال تلك المرواح يتم سحب الهواء إلى داخل صناديق تجميع مياه فولاذية، حيث يرتبط ثاني أكسيد الكربون _وهو من الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري_ بمادة تنقية أو ترشيح تشبه الرمال، من خلال تفاعلات كيميائية.
وعند تعريض مادة التنقية المذكورة للحرارة، فإن ثاني أكسيد الكربون يفك هذا الارتباط، ليتم خلطه بالماء عبر تقنية ابتكرتها شركة أيسلندية تسمي ”كاربفيكس“ لإنتاج مياه غازية صالحة للشرب.
ووجدت ”كاربفيكس“ أيضا، أن مزيج ثاني أكسيد الكربون السابق يمكن أن يتفاعل كيميائيا مع البازلت ويتحول إلى صخور في غضون عامين أو ثلاثة أعوام فقط، بدلا من القرون التي تستغرقها عملية التمعدن، عندما تعيد ضخه تحت الأرض وفق تكنولوجيا خاصة بها.
ووفق تقرير ”نيويورك تايمز“ فقد تم تصنيف ”أوركا“ كأول وحدة تجارية في العالم لالتقاط الكربون مباشرة من الهواء، وذلك لأن الـ4 آلاف طن متري من ثاني أكسيد الكربون التي يمكن أن تستخرجها كل عام تم دفع ثمنها من قبل 8 آلاف شخص اشتركوا في عملية تمويل عبر الإنترنت لإزالة جزء من كميات الكربون في تلك المنطقة، إضافة لتمويل من قبل شركات، مثل: Stripe وSwiss Re وAudi وMicrosoft.
لكن على الرغم من ذلك تكمن المشكلة في أن إنتاج ”أوركا“ يساوي ثلاث ثوان فقط من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية للبشرية، والتي تقترب من 40 مليار طن متري.
غير أن ”أوركا“ أظهرت _على الأقل_ أن مفهوم تنقية الهواء وإعادة الكربون تحت الأرض قد انتقل من الخيال العلمي إلى علم تم تنفيذه وتجربته على أرض الواقع.