تشارك هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة في المعرض الدولي “الأبد هو الآن” الذي انطلق اليوم في منطقة الهرم الأثرية بمصر، برعاية وزارة السياحة والآثار المصرية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، وذلك من خلال عمل فني إبداعي للأمير سلطان بن فهد بن ناصر عن النقش الفرعوني لرمسيس الثالث المكتشف بتيماء.
ويتمثل العمل في متاهة مبنية بشكل مكعبات محفور على سطحها نقش رمسيس الثالث بتيماء، باستخدام النحاس الذي كان رمسيس الثالث يرسل البعثات لجلبه من منطقة مجاورة يعتقد أنها الجزيرة العربية.
ويهدف العمل إلى إبراز دور نقش رمسيس الثالث في ترسيخ العلاقات التجارية بين مصر والجزيرة العربية، وما تمثله الجزيرة العربية وأرض المملكة العربية السعودية من أهمية تاريخية كملتقى للحضارات والطرق التجارية القديمة.
وكان علماء الآثار في المملكة قد اكتشفوا في منطقة “الزيدانية” التابعة لمحافظة تيماء نقشاً هيروغليفياً يحمل توقيعاً للملك “رمسيس الثالث”، وأثار وجوده تساؤلاً كبيراً عن السياق الحضاري الذي يمكن أن يفسر به وجود مثل هذا الخرطوش في عمق الشمال الغربي للجزيرة العربية، وبعد أن أجرى علماء الآثار بالمملكة بحثاً ميدانياً ومكتبياً توصلوا إلى وجود طريق تجاري مباشر يربط وادي النيل بتيماء، كان مستخدماً في عهد الفرعون رمسيس الثالث في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.
ويحدد مسار هذا الطريق بخراطيش (تواقيع ملكية) للملك “رمسيس الثالث” وضعت على مناهل مياه في شبة جزيرة سيناء والجزيرة العربية، ويشكل الاهتداء إلى هذا الطريق نقطة تحوّل في دراسة جذور العلاقات الحضارية بين مصر والجزيرة العربية.