اقترح خبير ألماني في أمن تكنولوجيا المعلومات، فصل منصتي واتساب وإنستغرام عن فيسبوك، لمواجهة خطر الأعطال والخروج من الخدمة والذي كانت تعرضت له أشهر نوافذ التواصل الاجتماعي أكثر من مرة خلال الفترة الماضية؛ ما يؤثر بالسلب على مليارات المستخدمين حول العالم.
وقال مانويل أتوج، وهو خبير في أمن تكنولوجيا المعلومات في شركة HiSolutions AAG الألمانية لاستشارات الأمن السيبراتي، في تصريحات خاصة لشبكة إن تي في التلفزيونية الألمانية، السبت، إن ”الوقت قد حان للتفكير في تقسيم شركة فيسبوك إلى بضع شركات؛ بألّا يكون هناك دمج بين المنصات الاجتماعية وخدمات المراسلة المختلفة“.
وللمرة الثانية في غضون أسبوع، تواجه Facebook مشاكل فنية. فبعد الفشل والتعطل التام يوم الاثنين الماضي، حدثت مرة أخرى اضطرابات على Instagram and Co مساء الجمعة.
وهذه المرة بدا أن المشكلة ليست خطيرة مثل الأسبوع الماضي، غير أن سلسلة الأعطال المتكررة أثارت مرة أخرى سؤالا قديما عن جدوى اندماج المنصات التفاعلية، إذ يرى خبير أمن التكنولوجيا الألماني أنه لا مفر من الإجابة عنه بطريقة صحيحة وفي أسرع وقت ممكن.
ويتمتع خبير أمن المعلومات، مانويل أتوج، بثقل مهني كبير، فضلا عن شهرة واسعة في ألمانيا ومعظم دول العالم الغربي، وخاصة أنه عضو بارز في نادي Chaos Computer Club، وهو أكبر تجمع للقراصنة الإلكترونيين حول العالم، ومقره ألمانيا، فيما يستهدف النادي في المقام الأول العمل على ضمان حرية المعلومات والاتصالات وإجبار الحكومات على الشفافية.
وأكد أتوج بوضوح، أن دمج منصات التواصل تحت مظلة واحدة ”يتعارض مع الطريقة التي تم بها بناء الإنترنت في يوم من الأيام“.
وتابع ”بدأ الإنترنت في الواقع لا مركزيا، وبالتالي كان مرنا جدا، وآمنا من الفشل والأعطال، إذا صح التعبير. فإذا تعطلت إحدى عقد الشبكة، فهذا يعني أن لديك العديد من العقد الأخرى التي يمكن أن تتدفق البيانات من خلالها. أما الآن فلدينا منصات مركزية في الشبكة. وبالتالي قللنا المرونة والموثوقية وتحولنا إلى العبثية وخلقنا مواقف تسبب ضررا كبيرا إذا فشلت – مثل Facebook“.
وتعطلت ”فيسبوك“ ومنصاتها الأخرى بسبب خطأ في بروتوكول بوابة الحدود (BGP) المسؤول عن تنظيم كيفية اتصال مكونات الشبكة ببعضها بعضا بأنْ يتلاءم الاتصال بحيوية، وتأتي المعلومات من العميل إلى الخادم والعودة وبالعكس.
ومن ثم فإذا تعطل أحد مكونات الشبكة أو إذا كان أبطأ، فعادة ما يتم استخدام المسارات الأخرى بشكل ديناميكي، و“هذا يشبه شبكة توزيع البريد“ إذا جاز التعبير.
غير أنه حدث خطأ تقني من فريق فيس بوك أدى إلى إيصال الطرق الخاطئة للأنظمة، والتي تنتشر بعد ذلك ”مثل السرطان عبر الشبكة والأنظمة بأكملها وتمنع الاتصال بين الأنظمة“، على حد قول أتوج.
ورغم أنه يمكن تقديم بروتوكول BGP جديد لحل أي أزمة، لكن أتوج يؤكد أن ”هذا يستغرق وقتا، كما يجب أن يتم إعادة تشغيل الأنظمة التي تم قطعها يدويا“.
وتابع ”من الطبيعي تماما أن يحدث خطأ ما، لكن هذا له تأثير كبير إذا حدث في إحدى شركات الإنترنت العملاقة“.
وأكد الخبير الألماني أن ما جرى لـ“فيسبوك“ قد يجري لغيرها ”هناك عدد قليل من الشركات التي لها نفس تأثير وحجم Facebook. وهي عرضه لما جرى لها، مثل Microsoft مع Azure cloud و Google و Apple و Amazon. وهي أمور لا تنطبق أو على الأقل ربما تأتي بمخاطر أقل مثل شركات Alibaba و Oracle و SAP“.
وأضاف ”أن مزودي الخدمات السحابية الكبار ومنصات الوسائط الاجتماعية التابعة لهم هم الذين أصبحوا مدمجين للغاية، فعلى سبيل المثال WhatsApp بحد ذاتها مجرد خدمة ولكن إذا تم تشغيلها تحت مظلة المجموعة، فلن يكون لها مزايا خاصة، ففي المجموعة يعملون بشكل مركزي ويريدون استخدام معايير مشتركة لتوفير المال.. فببساطة أنت تريد خدمة أكبر عدد ممكن من المستخدمين والحصول على أقصى ربح ممكن، ولكن مع ذلك يكون الخطر أكبر في حالة حدوث خطأ ما كما حدث مع فيسبوك؛ ما تسبب بتعطل خدمات 3 منصات دفعة واحدة“.