اقتحمت صالحة الكريثي كأول امرأة سعودية سوق الخضار والفواكه بجدة للعمل في مهنة الدلالة لتثبت أن العمل لم يعد حصري للرجال، بعد أن أثبتت المرأة أنها قادرة على اقتحام كل المهن الحرة التي كان يعتقد البعض أنها فقط للرجال؟ ففي عهد التمكين ورؤية المملكة 2030 اعتبرت المرأة أحد مكامن القوة في الوطن، مترجمة أهداف الرؤية في حقائق ملموسة غايتها إنشاء مجتمع نابض بالحياة يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم في اقتصاد وطني مزدهر.
وقالت “صالحة مبروك الكريثي” : “أنا أول امرأة سعودية في المملكة تحصل على رخصة دلاله في( الحلقة) بسوق الخضار والفاكهة المركزي بجدة .
وأكدت أنها فخوره بعملها ، وقد كسرت القاعدة ، وأثبتت للجميع أن المواطنة السعودية تستطيع أن تعمل وليس هناك أي عوائق اجتماعية في العمل الشريف حتى في أسواق الخضار والفاكهة.
وأوضحت أن المرأة لديها المعرفة التامة بالخضار والفاكهة الجيدة من واقع خبرتها في المطبخ مما يؤهلها للنجاح في هذا المجال، كما أن طبيعة المرأة لا تمنعها من البيع والشراء والتجارة وإدارة حساباتها، فهي قادرة على تحسين وضعها ودعم أسرتها”.
وأضافت: “وجدت الدعم الكامل من أسرتي وساعدني أبني في نقل وترتيب البضائع”.
وعن بدايتها في المجال تقول : “كان ولدي وزوجي هم من يعملون بالحلقة يأخذوا طبلية ويضعوا عليها البضاعة لبيعها” وتضيف: ” وبعد فترة رأي زوجي أن فيها رزق وخير من الله، وق كنت موظفة لكن زوجي عرض علي العمل في حلقة الخضار مع ابني، وكانت الفكرة جديدة حيث لم يخطر ببالي أني في يوم أعمل بالحلقة، وفتحت لي سجل تجاري وبدأت بالعمل وبدأ ولدي يبحث عن مبسط ووجدناها وبالتواصل مع الجهات المعنية حيث رحبوا جميعهم بالانضمام في حلقة الخضار كأول امرأة سعودية تدخل هذا المجال وتم تأجير مبسط والحمدالله و هذا من فضل الله ثم جهود زوجي وابني وتشجيعهم لي أن أعمل وبعد فترة من العمل طلبت رخصة دلالة، وحصلت عليها” .
وأشارت الكريثي إلى أنها تبدأ العمل في مهنة بيع الخضار و في جلب الخضار من الموردين بالسوق المركزي في الساعات الأولى من فجر كل يوم تشرق فيه الشمس ، ثم تقوم بعدها بفرز الخضروات وتبدأ في ترتيبها قبل حضور الزبائن لمباشرة البيع وهذا السعي المبكر للرزق هو سبب البركه فقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على التبكير في طلب الرزق فقال : «اللهم بارك لأمتي في بكورها»..
وتقول أن رزق سوق الخضار والفاكهة مبارك لذلك لا أضيع على نفسي بركة أول النهار وهو الوقت التي تقسم فيه الأرزاق .
وعن أهم أسباب النجاح تقول : “إن الصبر والجد والطموح هي أهم أسباب النجاح في أي عمل، فعلى كل شاب أو شابة يرغب بالنجاح عليه بالصبر والالتزم بالدوام سبعة أيام، فحلقة الخضار بجدة هي الوحيدة اللي مافيها إجازة جمعه وسبت ، ونحن نعمل على مدار الأسبوع نبيع ونشتري من البضائع وأقف بنفسي ”
وأشادت بالدعم الذي وجدته من جميع الجهات ذات العلاقة ، سواء من إدارة السوق، أو من فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة، وجميع الجهات الحكومية ذات العلاقة أو التجار فهم متعاونين، وقالت كنت دائما أسمع الكلمات المشجعه التي ترفع الهمة من الجميع .
وتابعت: “أتعامل مع الزبائن حسب ظروفهم وأتماشى معاهم رغم الغلاء وارتفاع الأسعار وهناك بعض الزبائن يتعاطفون معي ويشجعونني على العمل كوني امرأة وحيدة في السوق وجميع بائعي الخضار من الرجال ولأني أصر على أن أحافظ على رأس مالي وهو ثقة الزبائن بكل أنواعهم و بين النساء اللاتي يشترين منها وتبيع لهن، فلابد على البائع المتمكن أن يكون له زبائن يثقون به ويستمر مع التجار بالمعاملة الجيدة و الالتزام بالسمعه الحسنه ، بعد ذلك يستطيع أن يجلب العمال مع التوسع في الأعمال ، لكن لابد من الإشراف على حلاله بنفسه”.
وطالبت الشباب بالدخول في هذا المجال وأيضاً النساء ليخوضوا نفس التجربة ، وبالتأكيد أن السوق سيكون فارقًا في حياتهم ، نصيحتي لهم بالصبر، وأن يعلموا أن في البدايات ربما لاتكون المكاسب كبيرة أو مشجعه ، لكن مع مرور الوقت والتعلم واكتساب الخبرة ، يستطيعون أن يحققوا الكثير من الأرباح .
وقالت ” الدلالة صالحة” : “الحمدلله رغم الطلب و حركة السوق الجيدة ، ودعم التجار و الحمدلله لي في ( سلع البصل والبطاطس ) بجميع أنواعها سواء كان محليا أو مستوردا ، عن طريق المعاشق والمؤسسات وتأمينها عن طريق الآجل، فقد فتحت قائمة لديهم ونزلت البضائع ، لكن من الصعوبات التي واجهتني كانت السيولة المادية عائقاً أحيانا في ( أصناف الثوم و الجنزبيل) ،حيث لابد من توفر المبلغ كاش حتى أحصل على السعر الأقل ، لذلك أسعى للحصول على تمويل أو دعم مادي لأثبت كفائتي كامرأة ناجحة في السوق، فانا لم أحصل على أي دعم مادي حتى الآن ، فأمنيتي أن أحصل على معشق خاص لي بشكل رسمي ، مشيرة أن لديها طموح في تطوير مهنة بيع الخضار والفاكهة ، وتنسيق سلال للحفلات، وصناديق فاكهة للعوائل، وقالت أتطلع إلى أفكار جديدة في التغليف والبيع، ولن أتوقف عن البحث والعمل والتطوير في هذه المهنة الجميلة”.