الحديث عن الخرمة حديث عن الذات، كيف أحدثكم عن محافظة الخرمة، أرض النخيل والذهب؟! إنني عاجزٌ عن ضمان سيطرة معزتي ومحبتي ووطنيتي الطموحة لديرتي وربعي ومكانتي، لكي نسعد في مساحات العشق ومجد الشموخ الراسخ.
بداية أعجز عن فرض تلك المكانة.
وهنا ترسخ سيرة وطن من فقر الإمكانيات إلى مدينة تقارع مصاف المدن المتقدمة حضارة وثقافة وتطورًا.
هل أحدثكم عن النخيل والمعاويد وصوت المكائن وسراج القرية أم عن الكهرباء والغطاسات ومكامن الذهب من بيوت طينية إلى مخططات وتنظيم وتطور إلى التحديث والتحديات الكبيرة، حيث وصلنا لمبتغانا بجهود وسواعد الأبناء المخلصين.
الخرمة هي الجمال والنبض وتنوع الطبيعة وهامات الرجال، زراعتها النخيل وأرضها ذهب، في رمالها وهوائها متعة الحياة، وفي غيوم سمائها تُشرق الآمال، وفي مواسم الفصول تتنوع حكايات العشق.
كَأَنَّها مُزنَةٌ غَـرّاءُ واضِـحَـةٌ
أَو دُرَّةٌ لا يُواري ضَوْءها الصدَفُ
الخرمة تتربع على عرش الترحيب والكرم، وعاشت في ذاكرة أهلها والقادمين إلى حقول دهشتها وإنسانية سكانها، شموخ نخيلها كأني أراها ترحب بكل زائريها عندما يقبلون على مشارفها فتستقبلهم باخضرار الفضاء، لتقول لهم أنا سيدة الديرة، وأميرة المزارع ومصدر الغذاء، لكم مكانة المحبة ومسيرة النماء، وبيوت الضيافة، وفي أرضها لمعان العطاء ومساحات التنمية، واقتصاد البلاد.
إنها مأوى طفولتي، وهوية سكني، وذكريات الشباب، كانت في سمائي نجومًا لامعة لا يعكر ضوءها كهرباء، وكانت ذكريات المطر والعاصفة التي تلوح في طبيعة الخرمة. هي علامة الفرح، وملامح القروي العاشق لقبيلته ومجتمعه الذي يتصف بالكرم والوفاء ومعزة الغالين.
بقيت كلمة هي أن عشق الخرمة وملامح طبيعتها وطيبة أهلها هي دائرة أحلامي وحياتي.