تخوض منصات الإنترنت حاليا تطويرات حول سياسة تتبع وجمع معلومات المستخدمين لأهداف تسويقية، وفيما يبدو ذلك التطوير مجرد إصلاح تقني، ولكنه يمثل معركة محتدمة حول مستقبل الإنترنت، وفقا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
ذكرت الصحيفة أن شركة أبل طرحت نافذة في أبريل تطلب من الأشخاص الحصول على إذن لتتبعهم من خلال تطبيقات مختلفة، بينما حددت شركة غوغل مؤخرًا خططًا لتعطيل تقنية التتبع في متصفح الويب الخاص بها.
أما عن فيبسوك، فقالت إنه أعلن الشهر الماضي عن أن المئات من المهندسين يعملون على طريقة جديدة لعرض الإعلانات دون الاعتماد على البيانات الشخصية للأشخاص.
وقالت الصحيفة إن صناعة الإعلان عبر الإنترنت باتت تتفكك اليوم بعد أن حققت ما يقرب من 350 مليار دولار بسبب المخاوف حول سياسة خصوصية المستخدمين عبر الإنترنت، حيث بدأت شركتا أبل وغوغل في تجديد القواعد المتعلقة بجمع البيانات عبر الإنترنت. فطرحت آبل أدوات تمنع المسوقين من تتبع الأشخاص وتحاول غوغل، التي تعتمد على الإعلانات الرقمية، الحصول عليها في كلا الاتجاهين من خلال اختراع نظام يمكن من الاستمرار في توجيه الإعلانات إلى الأشخاص دون استغلال الوصول إلى بياناتهم الشخصية.
وتابعت الصحيفة بأن ناشري وسائل الإعلام وصانعي التطبيقات ومتاجر التجارة الإلكترونية يستكشفون الآن مسارات مختلفة للبقاء على قيد الحياة عبر الإنترنت الواعي بالخصوصية، حيث يختار الكثير منهم الآن فرض رسوم اشتراك ورسوم أخرى بدلاً من استخدام بياناتهم الشخصية.
وقال جيف غرين، الرئيس التنفيذي لشركة Trade Desk، وهي شركة لتكنولوجيا الإعلانات في فينتورا بولاية كاليفورنيا، تعمل مع وكالات إعلانية رئيسية للصحيفة: ”الإنترنت الآن يجيب على سؤال ظل يواجهه منذ عقود، وهو: كيف يسدد الإنترنت تكاليف عمله؟“
ورأت الصحيفة أن تداعيات تحديث سياسة الخصوصية قد تلحق الضرر بالعلامات التجارية التي اعتمدت على الإعلانات المستهدفة لجذب الناس إلى شراء سلعهم وقد يضر أيضًا في البداية عمالقة التكنولوجيا مثل فيسبوك ولكن ليس لفترة طويلة.
ومن جانبه، أكد ديفيد كوهين، الرئيس التنفيذي لشركة the Interactive Advertising Bureau، وهي مجموعة تجارية، إن التغييرات ستستمر في ”جذب الأموال والاهتمام إلى كل من غوغل وفيسبوك وتويتر“.
ولفتت الصحيفة إلى أن غوغل وأبل لديهما وجهات نظر متعارضة بشأن تلك التغييرات، حيث تريد آبل أن يكون لعملائها، الذين يدفعون قيمة أعلى من التي يدفعها العملاء العاديون لأجهزة iPhone الخاصة مقابل خدمات مميزة، الحق في حظر التتبع تمامًا. لكن المسؤولين التنفيذيين في غوغل أشاروا إلى أن شركة أبل قد حولت الخصوصية إلى امتياز لأولئك الذين يستطيعون شراء منتجاتها.