أكد معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ اليوم أن استشراف مستقبل جودة التعليم يُعد ضرورة حتمية، تتطلب من دول العالم مضاعفة الاستعداد لكافة مستجدات التعليم وتغيّراته”.
جاء ذلك خلال رعايته للملتقى العربي لاستشراف مستقبل جودة التعليم في الدول العربية، بعنوان: “جاهزية التعليم للمستقبل: العودة الآمنة والمستدامة للتعليم والتعلّم”، الذي نظمه حضورياً – عن بُعد – مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميّز في التعليم بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).
وقال: إن التعليم يواجه تحديات غير مسبوقة، أبرزها جائحة كورونا المتزامنة وتفاقم الأزمات الاقتصادية بفعلها، إضافةً إلى تحديات أخرى تتمثل في تسارع عجلة التطوّر المعرفي والتكنولوجي.
وأَضاف: إن مبادرات المملكة في التعاون مع منظمة اليونسكو، وإنشاء مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميّز في التعليم، جاءت كمظلة تلتقي تحتها المنظمات، وتحقق التواصل الفاعل بينها لضمان إكساب التعليم صفة الجودة والتميّز المأمول”، مؤكداً أن ذلك يأتي ضمن سعي المملكة المستمر للإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الرامية إلى تحقيق مستقبل عالمي يسوده السلام والخير والنماء للجميع.
وأشار آل شيخ إلى أن وزارة التعليم بذلت جهوداً نوعية خلال العامين الماضيين، وجهوداً أخرى للعودة الحضورية الآمنة والمستدامة إلى مقرات الدراسة في هذا العام، بصورة تكشف بجلاء عن القدرة التي تتمتع بها المملكة إقليمياً وعالمياً في إدارة الأزمة، وجهودها الاستثنائية في الحد من الآثار الناجمة عن الجائحة، والحفاظ على سلامة المواطن والمقيم، وضمان استمرار العملية التعليمية دون توقف وبجودة عالية.
وأكد أن جميع تلك الجهود أثمرت في بناء نموذج سعودي فريد وتقديم خدمات التعليم الإلكتروني، تمثّلت في “منصة مدرستي”، التي صُنفت ضمن أفضل سبع منصات عالمية في التعليم الإلكتروني، بعد دراسة توثيقية تطويرية من قبل ثماني منظمات دولية عن التعليم الإلكتروني في المملكة والمقارنة المرجعية مع 174 دولة، مبيناً أن التعليم الجامعي كذلك استطاع أن يحقق قفزة نوعية في تصنيف أفضل الجامعات العالمية، وذلك بوجود 15 جامعة سعودية ضمن تصنيف (التايمز) لأفضل الجامعات في عام 2022م، إضافةً إلى تقدم ترتيب الجامعات السعودية في تصنيفي (شانغهاي)، و (QS).
واختتم معاليه كلمته بالتأكيد على أهمية استعراض التصورات المشتركة على المستوى الإقليمي، وتقديم الحلول المبتكرة لدعم جودة التعليم أثناء الأزمات، والاستجابة الخلاقة للمستقبل بكل ما يتيحه من خيارات وإمكانات واحتمالات، ومناقشة جميع المقترحات الداعمة لجهود وزارات التعليم في الدول العربية، رغبةً للعودة الآمنة والمستدامة للتعليم والتعلّم.
بدوره أكد المدير العام لمركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميّز في التعليم الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم المديرس، أن مرحلة ما بعد جائحة كورونا تقتضي ضرورة استشراف مستقبل التعليم، ومواجهة تحديات المرحلة القادمة، وفي المقابل علينا أن نكون أكثر مرونة وانفتاحاً على المستقبل بكل خياراته واحتمالاته والاستعداد له، موضحاً أن هذه التحديات تمنحنا فرصاً وآمالاً يمكن استثمارها للنمو والتقدم لتحقيق الجودة والتميز المأمول في التعليم.
يذكر أن الملتقى ضم 3 محاور أساسية تمثلت في التجارب الإقليمية في الاستجابة لجائحة كورونا للحفاظ على استمرارية التعليم والتعلّم، وبيئات التعلّم الآمنة والمستدامة في السياقات المألوفة وغير المألوفة، وإعادة التفكير في الحلول المبتكرة للجاهزية للمستقبل وتسريع إنجاز مؤشرات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030.
حضر الملتقى نُخبة من صُناع القرار التربوي والخبراء والباحثين والأكاديميين، وممثلي وزارات تعليم وجامعات ومدارس على المستويين الإقليمي والوطني، إضافة إلى منظمات ومؤسسات وطنية ودولية.