صدر حديثًا للشاعر محسن علي السهيمي وفي طبعة ملونة ديوان شعري يُعد الرابع في سلسلة مؤلفاته الفكرية والشعرية، وقد اختار له اسمًا معبِّرًا هو (الصورة تنفح عطرها)، وجاء في (٢١٨) صفحة من القطع المتوسط، وأهداه “للمتأملِين والمتفكرِين في معالم الطبيعة ومفاتنها ومباهج الحياة وآلامها والكون وآياته”.
يذكُر السهيمي أن فكرة الديوان تقوم على التأمل في الكون والآفاق وفي المخلوقات (من إنس وطير) وفي معالم الطبيعة، وكل ذلك من خلال قراءته للصور الفوتوغرافية وبعض اللوحات التشكيلية، حيث يعمد للنظر إليها من زوايا مغايرة ليخرج منها بنص يعبر عما وراء الصورة ومناسبتها وما تحمله من دلالات، وهو بهذا يُخرجها من حالة صمتها ليجعلها تبوح بمكنوناتها وبكل ما تكتنزه.
وعن أهمية الصورة في إثارة قريحة الشاعر وتقاطعها مع النص الشعري قال: “أكتفي بما أكد عليه صديقي الناقد الشاعر الدكتور عبدالرحمن المحسني حين ذكر أن الصورة أصبحت “قائدًا حقيقيًّا للنص كما يؤكد النقاد، ولم تعد هامشًا أو متداخلة مع النص، بل صارت متنا. وأغلب المبدعين يستلهم نصه الشعري أو السردي من مشهد تلفازي أو صورة ملهمة على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وعن أوجُه الاختلاف في الديوان عن غيره من الدواوين يذكر السهيمي، أنه قدَّم لديوانه بنفسه على خلاف السائد في الدواوين الشعرية؛ ليوصل فكرة الديوان للقارئ، ومن أوجُه الاختلاف أنه جعله على أبواب ومنها (إنسان، آفاق، رواسي، عليه الصلاة، تأملات، منطق الطير، ومضات…)، وكل باب تحته جملة من النصوص، ومن أوجه الاختلاف أن نصوص الديوان جاءت كلها قصيرة عدا ثلاثة، من أوجه الاختلاف كذلك أنه لم يضع لنصوصه عناوين؛ حيث اكتفى بالصورة لتحل بديلاً عن عنوان النص، كما أنه أَتْبَعَ بعض النصوص بما يسمى (معارضات) وهي نصوص قالها شعراء ردًّا على نصوصه المنشورة في حسابه على تويتر.
وعن سر وفرة صور الجبال التهامية والنصوص المصاحبة لها في ديوانه ذكر أن معظم جبال تهامة غاية في الجَمال ولمعظمها ارتفاعات شاهقة، وهي تتميز بأنها مستقلة عن بعضها بحيث تُرى من جميع الجهات، وتزداد جمالاً في فصل الشتاء ومطلع الربيع حين تعتمُّ بالسحاب وتخضرُّ سفوحها، مضيفًا بأن هناك جبالاً قيلت فيها الأشعار وخلدها التاريخ وهي لا توازي جبال تهامة جمالاً وشموخًا، فكان عليه أن يُبرز شيئًا من جبال تهامة ومن جمالياتها بعد أن تمَّ تجاهل معظمها من قبل المؤرخِين والشعراء والجغرافيين والرحالة، إضافة إلى أن العديد من جبال تهامة ترتبط لديه بذكريات جملية استدعت منه تلك النصوص عنها.