طلب الرئيس الأمريكي من شركات التكنولوجيا المصنعة للهواتف الذكية أن تتيح المجال لكي يكون المستخدمون قادرين على إصلاح مشاكل هواتفهم لدى طرف ثالث ليس بالضرورة عند الشركة مصنعة الهاتف.
ويساوي أو يزيد أحيانا سعر إصلاح الهاتف على سعر استبداله بهاتف جديد، وهو ما يمثل إرهاقا كبيرا على جيوب المستهلكين، ولكن إذا نجحت دفعة جديدة من الحكومة الأمريكية، فقد يتعين أيضا تصميم الهواتف الذكية المستقبلية بحيث تكون خاضعة لإمكانية الإصلاح.
وبحسب تقرير نشرته شبكة ”CNN“ الأمريكية، فإن تلك الخطوة من الإدارة الأمريكية يمكن أن تدفع الشركات إلى الابتكار بطرق أخرى لتشجيع المستهلكين على ترقية الأجهزة.
وقال بيدرو باتشيكو، من شركة أبحاث السوق ”غارتنر“ للشبكة، إن سعر تصليح الهاتف الذكي أو الكمبيوتر يساوي في كثير من الأحيان سعر استبداله، وهي استراتيجية ”تشجع الأشخاص على شراء أجهزة جديدة بدلا من إصلاحها. وهذا يحتاج إلى التغيير، سيحتاج المصنّعون إلى اتخاذ خيارات تصميمية لتقليل تكلفة إصلاح الأجهزة“.
وحث الرئيس الأمريكي جو بايدن، الشهر الماضي، لجنة التجارة الفيدرالية على وضع قواعد تمنع الشركات المصنعة من فرض قيود على محلات تصليح الأجهزة المستقلة، وبعد أسبوع، تعهدت اللجنة باستئصال قيود تصليح غير قانونية على العديد من المنتجات، بما في ذلك الهواتف.
ومن المحتمل أن تطلب اللوائح الجديدة من مصنعي الهواتف الذكية جعل تصليح أجزاء الهواتف خارج الضمان متاحة بسهولة أكبر لشركات الطرف الثالث.
وقال الخبير التقني مايكل وينز، إن التغييرات يمكن أن تحفز الشركات المصنعة على ”تبديل المسامير بأنواع أخرى قد تساهم بتسهيل إزالة البطارية“.
وتعرضت شركات مثل ”أبل“ لانتقادات لاستخدامها تكتيكات تجعل من الصعب على شركات الإصلاح المستقلة الوصول إلى الأجهزة، مثل استخدام ذاكرة أو بطاريات غير قابلة للإزالة، أو ختم الأجهزة بغراء خاص.
وتجادل الشركات بأن هذا يتم لضمان إصلاح المنتجات بشكل صحيح، ومن المحتمل أن تحظر اللوائح الجديدة هذه الممارسة وتطلب من مصنعي الهواتف الذكية صنع الأجزاء والأدوات وأدلة الإصلاح والتشخيصات للإصلاحات خارج الضمان المتاحة بسهولة أكبر لشركات الطرف الثالث.
وفي حين أن صانعي الهواتف الذكية ليسوا وحدهم الذين يواجهون انتقادات لعرقلة الإصلاحات، فإن الأمر يستدعيهم تحديدا للممارسات التي تجعل الإصلاحات ”أكثر تكلفة وتستغرق وقتا طويلا.
ويمكن أن يغير الضغط التنظيمي ليس فقط الطريقة التي يختار بها المستهلكون إصلاح أجهزتهم، ولكن كيف يقوم المصنعون ببنائها بطرق خفية، بحسب وينز.