قال رئيس العلماء والمفتي العام لدولة البوسنة والهرسك الدكتور حسين كفازوفيتش: “إن البرنامج التنفيذي الذي جرى توقيعه اليوم الخميس مع وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة سيزيدنا قوة في المستقبل”، مؤكدًا أن المشيخة الإسلامية في البوسنة والهرسك هي ودول البلقان التي أبرمت مذكرة التفاهم بالتعاون في الشؤون الدينية مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية يعد مواصلة للجهود والتعاون بين الطرفين.
وتابع كفازوفيتش: “الشعب البوسني سيستفيد من هذا البرنامج لأننا هنا نعاني من أمرين أساسيين وهما تحديات لنا هي الغلو ومشكلة الإسلام فوبيا التي نواجهها في البيئة الأوروبية وندعو الله أن يوفقنا جميعاً لبيان سماحة الإسلام ورسالته في خدمة العالم”.
وفي ختام تصريحه رفع شكره العميق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان على دعمهم واهتمامهم بالإسلام والمسلمين، كما شكر وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية على جهودها في نشر الإسلام الوسطي ممثلة بمعالي وزيرها وفقه الله الذي رأينا منه كل خير.
من جانبه، قال معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ: “الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نكون أمة وسطى وأن نكون رحمة بالناس وأن نقتدي بمحمد صلى الله عليه وسلم ومن هذا المنطلق لابد أن نتمسك بما أمرنا الله به سبحانه وتعالى ونكون أمة وسطى لا يمينًا متطرفًا ولا يسارًا متطرفًا حتى نستطيع أن نسير في هذه الدنيا وفي هذه الحياة بعدل وثبات”.
وأضاف: “إن ما رأيته من أخي صاحب الفضيلة رئيس المشيخة في البوسنة يثلج الخاطر ووجدت عنده الحافز و الجد في كل ما يحول الناس إلى الالتزام بالإسلام الوسطي حتى يكونوا قدوة لهذا العالم الذي يعيشون فيه”، سائلًا الله سبحانه وتعالى له ولزملائه التوفيق والسداد وأن يعين الجميع على تنفيذ الوثيقة التي وقعت اليوم وسيتم البدء فيها في أقرب فرصة حسب ما هو مكتوب فيها.
وأبان معاليه أن العلاقة بين السعودية والبوسنة علاقة ارتباط وثيق وتعاون بناء، مضيفًا: “الشعب البوسني الشقيق رأيت منهم الحب والوئام ويثنون ويدعون لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والناس ممنونين كثيرًا لهم”.
وأضاف معاليه: “لمست في أثناء صلاتي في مسجد الغازي خسروبيك من الشعب البوسني كل الحب والتقدير للمملكة فوجدت من كبار السن والشيوخ من يلهجون بالثناء والدعاء للملك سلمان بن عبدالعزيز، ويتذكرون ما قام به من مواقف تكتب بماء الذهب مواقف إنسانية ومواقف لا تنسى للشعب البوسني الشقيق وجدت هذا ما يقولونه بألسنهم، ولا شك أن هذا دليل وفاء من هذا الشعب الكريم ويذكرون ويشكرون خادم الحرمين الشريفين، وكل من قابلتهم وشاهدتهم وعلى رأسهم سماحة رئيس المشيخة والمفتي الدكتور الشيخ الجليل”.
وأوضح الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أن المملكة أصبحت مضرب المثل في الالتزام بما قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه، وما قاله صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة واللذين يأمران المسلمون بأن يلتزموا في المنهج المعتدل الوسطي لا غلو ولا تطرف ولا إرهاب ولا كراهية ولا عنصرية كل هذه الأمور موقوتة في الشرع الإسلامي.
وندد معالي الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ بالمنظمات التي حولت الدين إلى داعم للسياسة وخادم للسياسة والأصل أن تكون السياسة داعمة للدين، لافتًا إلى أن الصحوة الحقيقية هي التي يقودها خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي العهد -حفظهما الله- وهي بذل الجهد في إرجاع الناس إلى الإسلام الصحيح المعتدل الوسطي وفق ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وطُبق هذا في المملكة العربية السعودية من خلال منابر الجمعة والدعوة والدروس والمحاضرات ومن خلال صيانة العلم من تلويثه بالأفكار الضالة والشريرة التي يراد بها أن يكون المسلم دائمًا في هيئة شرير وليس في هيئة عابد زاهد وهذا ما يريدونه أعداء الإسلام.
وأشار معاليه إلى أن المملكة العربية السعودية أصبحت مضرب المثل ويقتدى بها في جميع دول العالم الإسلامي إلا القليل، وتابع: “وما رأيته هنا في البوسنة والهرسك من فضيلة الشيخ يحقق الأهداف والغايات التي يدعو إليها خادم الحرمين الشريفين وأن نكون دعاة محبة وسلام وأمن واستقرار وأن ننصرف عن توظيف الدين لأمور السياسة وللمصالح الشخصية أو الانتقام من أي إنسان كان”.
جاء ذلك في تصريحات لمعالي الوزير “الدكتور عبداللطيف آل الشيخ” ومعالي رئيس المشيخة الاسلامية بالبوسنة في المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر المشيخة الإسلامية بمدينة سراييفو، عقب مراسم توقيع البرنامج التنفيذي للتعاون في مجال الشؤون الإسلامية بين وزارة الشؤون الاسلامية بالمملكة والمشيخة الإسلامية بالبوسنة والهرسك في مجالات الشؤون الإسلامية.