أكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور محمد العبدالعالي أنه لم تسجل حتى الآن أي إصابة بفيروس كورونا أو أمراض مؤثرة على الصحة العامة بين الحجاج ولله الحمد.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي لحج عام 1442هـ والذي عقد اليوم في العوالي بمكة المكرمة بمشاركة المتحدث الأمني بوزارة الداخلية العقيد طلال الشلهوب والمتحدث الرسمي بوزارة الحج والعمرة المهندس هشام بن سعيد، حيث أوضح الدكتور العبدالعالي أن الإجراءات الوقائية تواكب المراحل الرئيسة لحج هذا العام 1442هـ بدءاً من المرحلة الأولى التي تسبق بداية مناسك الحج، وشملت عدة جوانب من أبرزها حالة التحصين للحجاج، وتعريف الحجاج بالإجراءات الاحترازية ورفع مستويات الوعي لديهم وتوفير كل ذلك بعدة لغات.
وأشار إلى أهمية المرحلة الثانية من الإجراءات الصحية التي تكون فيها مناسك الحج وتأديتها من خلال النقاط والمراحل التي سيمر بها الحجاج – بإذن الله – وستكون هناك خطوات لكل نقطة وكل مرحلة، بما يكفل بإذن الله أن تكون إجراءات الحج آمنة وصحية.
ولفت إلى وجود قادة صحيين يمثلون مجموعة من المتخصصين لديهم الخبرة الكافية لمرافقة مجموعة من الحجاج للاطمئنان على أوضاعهم الصحية حتى نهاية مناسكهم وعودتهم سالمين وآمنين.
وفيما يتعلق بجاهزية الخدمات الصحية، أشار إلى تجهيز 13 مستشفى تقدم خدماتها الصحية، ثلاثة منها في المشاعر المقدسة وعشرة داعمة لها في مكة المكرمة، إلى جانب مستشفى ميداني متنقل يواكب مراحل تأدية مناسك الحج وكذلك مجموعة من نقاط تقديم الخدمات تتمثل في مراكز وعيادات وفرق ميدانية يصل عددها إلى 50 منتشرة في مختلف مواقع المشاعر، بالإضافة إلى سيارات الإسعاف متعددة الخدمات والأغراض ومنها المتقدمة التي تقدم الرعاية المكثفة منها 180 سيارة إسعاف تقدم من خلال وزارة الصحة ومجموعة من القطاعات الصحية الأخرى.
وأوضح متحدث “الصحة” أن هيئة الهلال الأحمر السعودي تقدم الخدمات الإسعافية المتمثلة في المركبات المتخصصة والفرق المعنية بالخدمات الإسعافية والميدانية, مبيناً أن إجمالي السعة السريرية بلغ 2854 سريراً للعناية من بينها 435 سرير عناية مركزة، و382 سريراً للعزل، و239 سرير طوارئ للتعامل مع الحالات العاجلة والطارئة.
وأشار إلى أن الفرق الصحية من كوادر صحية ومساندة لها تتشرف لتقديم الخدمة على مدار الساعة ومواكبة لكافة تنقلات وحركة الحجاج بين المشاعر لتأدية مناسكهم.
وفيما يخص الإجراءات المتبعة في حال تسجيل أي إصابة خلال الحج أوضح الدكتور العبدالعالي أن الإجراءات العلاجية تتم بشكل مهني واحترافي من قبل خبراء وكوادر طبية مدربة، من خلال تقديم العلاج المناسب للمصاب وفق حالته مع تطبيق الإجراءات والعزل بما يضمن إكماله مناسكه وسلامة الحجيج.
وبين أن الإجراءات الصحية والاحترازية التي تقوم بها الوزارة في مواجهة كوفيد -19 في موسم الحج وفي كل الأوقات إضافة لتطبيق أعلى الإجراءات الصحية، محل إشادة عالمية مما جعل المملكة في تصنيفات متقدمة جداً.
وفيما يتعلق بالمتحورات، أكد متحدث “الصحة” أن مثل هذه المتحورات ينتج منها أربعة أو خمسة أنواع من بينها “دلتا” الذي يعد الأسرع والأكثر ضراوة بحسب الأبحاث والدراسات، مشيراً إلى وجود دراسات ربطت تفاوت تأثر بعض الحالات باللقاحات، مشدداً على أهمية سرعة أخذ جرعتين من اللقاح لرفع مستوى المناعة ومقاومة ومواجهة هذا التحور من الفيروس، مبيناً أن بعض الدول تسجل موجات جديدة لانتشار مثل هذه المتحورات ما نتج عنها العودة في تطبيق إجراءات أكثر جدية ووقائية للتصدي لها.
من جانبه، نوه المتحدث الأمني بوزارة الداخلية العقيد طلال الشلهوب بالخدمات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله الحرام، لتمكينهم من أداء نسكهم براحة وأمان , خاصة في ظل الظروف التي يواجهها العالم نتيجة جائحة كورونا.
وأفاد بأن الحجاج بدؤوا في التوافد منذ اليوم السابع من ذي الحجة وجرى استقبالهم في المواقع المحددة لهم في الزايدي والنورية والشرائع ومركز الهدى، وتم التحقق من سلامة إجراءاتهم بالحصول على التصاريح اللازمة وتنظيم وإدارة نقلهم للمسجد الحرم عبر طرق محددة والاتجاه إلى مواقف الحرم لأداء طواف القدوم والسعي مع الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.
وبين أن الحجاج توافدوا مساء اليوم إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، تمهيداً للتوجه يوم غدٍ لعرفات عبر النقل الترددي بالحافلات، مؤكداً جاهزية جميع الجهات الأمنية والحكومية المشاركة في الحج بكامل استعداداتها في المشاعر المقدسة منى وعرفات ومزدلفة لتنفيذ خططها وتنظيماتها المعتمدة والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المتخذة لمواجهة فيروس كورونا، مبيناً أن رجال الأمن سيواصلون أداء مهامهم في جميع المداخل المؤدية إلى العاصمة المقدسة والممرات المؤدية إلى المسجد الحرام، وكذلك فرض طوق أمني محكم حول المشاعر المقدسة لتنفيذ التعليمات ومنع غير المرخص لهم بدخول المشاعر ومخالفة من يتم ضبطه وذلك حتى نهاية اليوم الـ 13 من ذي الحجة.
وأهاب بجميع المواطنين والمقيمين إلى الالتزام بالتعليمات المنظمة بالحج، متمنياً لحجاج بيت الله الحرام إتمام حجهم بأمن وأمان.
وأكد العقيد الشلهوب، المنع الكامل لتنقل الحجاج سيراً على الأقدام بين المشاعر المقدسة أو من الحرم الملكي الشريف، مبيناً أن التنقل يتم عبر حافلات النقل الترددي فقط، أما داخل المشعر الواحد فيقتصر على التنقل داخل المخيم الخاص بالحملة فقط , وذلك وفقاً للإجراءات الصحية والأمنية والخطط المعدة في حج هذا العام.
ولفت إلى أنه تم حتى اليوم ضبط 147 مخالفاً من المواطنين والمقيمين الذين حاولوا الوصول إلى المشاعر المقدسة والمنطقة المركزية في الحرم الملكي بهدف أداء مناسك الحج وهم لا يحملون تراخيص حج , مشدداً على أنه لن يُمكّن أي شخص من الحج ما لم يحصل على ترخيص رسمي، مهيباً بالمواطنين والمقيمين التقيد بالتعليمات الخاصة بأنظمة الحج والتعاون مع الجهات الحكومية القائمة على تنظيم حج هذا العام.
من جهته، أشار المتحدث الإعلامي لوزارة الحج والعمرة المهندس هشام سعيد، إلى اكتمال وصول حجاج بيت الله الحرام من المواطنين والمقيمين في المملكة إلى مكة المكرمة، مبيناً أنهم أتموا طواف القدوم، ثم انتقلوا إلى مشعر منى الذي تم تجهيزه مسبقا بكل الخدمات، مع تطبيق جميع الخطط الاحترازية المعتمدة ضمن خطة الحج.
وقال المهندس سعيد: “بدأنا من أمس السابع من ذي الحجة في استقبال طلائع وفود الحجاج عبر مراكز التجمع الأربعة التي قامت وزارة الحج والعمرة بإعدادها وتجهيزها بجميع الخدمات اللازمة لاستقبال الحجاج مع المحافظة على تطبيق الإجراءات الاحترازية والتأكد من تصاريحهم النظامية وقراءة بطاقة الحج الذكية التي تم تطبيقها هذا العام على جميع الحجاج وجميع العاملين في منظومة خدمات الحج والعمرة”.
وعن أبرز خطط التصعيد إلى مشعر عرفات، أبان متحدث الحج والعمرة أنه سيبدأ نقل الحجاج عبر حافلات النقل الأمن من مشعر منى إلى عرفات في الساعة الخامسة فجرا، وذلك ضمن خطة المسارات اللونية والهوية البصرية التي استحدثتها الوزارة هذا الموسم، حيث سيتم نقل الحجاج من مخيماتهم حسب الجدول الزمني المحدد لكل مخيم في خطة النقل، وذلك تبعا لساعات تشغيلية وطاقة استيعابية محددة تمكن القائمين على التنظيم من تطبيق الإجراءات الاحترازية بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور حتى وصولهم إلى مشعر عرفات، ثم استكمال الخطة التشغيلية في الإفاضة إلى مشعر مزدلفة.
وحول التجهيزات الخاصة بمشعر عرفات، أفاد المهندس سعيد بأنه تم تجهيز 400 ألف متر مربع تعادل خمسة أمتار مربعة لكل حاج وذلك لتجويد الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وفي الوقت نفسه تطبيق الإجراءات الاحترازية.