كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون، فلن نبلغ التمام -نحن البشر- إن أردناه، واجتهدنا وبالغنا في طلبه؛ فالكمال لله وحده لا شريك له ولا ند.
فالإنسان بطبيعته وجبلّته يخطيء ويصيب، وينجح ويخفق، ويربح ويخسر، ويعلم أشياء، ويجهل أخرى "وفوق كل ذي علم عليم".
وإن تسلسل صوت الكبرياء والعظمة والعزة بالإثم إلى نفوسنا الضعيفة مستغلاً نقطة إيجابية في بحر تزاحمت فيه فلك التقصير في واجباتنا تجاه الخالق المخلوقين، فإننا لندائه مدبرين، ولتطبيله منتبهين "فالمؤمن كيّسٌ فَطِنٌ".
نعم المؤمن فطن يلوم نفسه إن أخطأت، ويكافئها إن أحسنت، فقد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها.
نهجنا الوسطية، فلا ضرر ولاضرار، لا إفراط ولا تفريط؛ فالتفريط والأمن من مكر الله مرفوض، بل خسارة حتمية "فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون"، والإفراط في في لوم النفس والمبالغة في جلد الذات أيضًا مرفوض؛ لأنه سيكون مثل السكين الحادة جدًا التي إذا وضعت في غمدها جرحته وأتلفته.
يقول المثل الإفريقي: إن السكين الحادة جدًا تجرح غمدها.