منذ انضمام القنفذة تحت راية الملك المؤسس 1343هـ كان -رحمه الله- ونائبه في الحجاز سمو الأمير (الملك) فيصل بن عبد العزيز على تواصل مع شيوخ القبائل في جنوب جزيرة العرب وسائر أنحاء المملكة بالرسائل الخطية، وقد حظي شيوخ قبائل العرضية الشمالية والجنوبية التابعين لمحافظة القنفذة بمنطقة مكة المكرمة ببعض تلك الرسائل التي احتوى مضمونها إما بالتبليغ بترسيم أحد الشيوخ في قبيلته أو بتعيين أميرًا من قبل جلالته على القبيلة أو بتكليف شيخ القبيلة وعموم القبيلة بالمساهمة في دعم ” الجهاد” بالنفس والمال.
ومن تلك الرسائل : الرسالة الموجهة إلى قبائل بني رزق من بني بحير إلى الحميد..وفيها يقول الملك عبدالعزيز(سلطان نجدوملحقاتها) : “إلى كافة بني رزق من بني بحير إلى الحَمِيد سلمهم الله..السلام عليكم بعد ذلك من قبل أحمد بن عبدالله وهاس هو أميركم وأمركم راجع له يكون تمتثلونه وهو يمتثل أمر الله ثم أمر أميرنا في “بيشة” فلا تخالفونه يكون معلوم..في 20 شوال 1343 هجرية” انتهى
ويفهم من هذه الرسالة وتاريخها أنها من السلطان عبدالعزيز قبل توحيد المملكة وتلقبه بلقب ملك المملكة العربية السعودية بثمان سنوات.
ويفهم منها كذلك أن مرجعية بني رزق وأميرهم ابن وهاس المذكور لأمير بيشة..! ولعل ذلك قبل تحويل تبعيتهم لأمير القنفذة بوقت قصير.
ويفهم كذلك أن لقب (أمير) الذي لقب به الشيخ أحمد بن وهاس هو بمكانة شيخ الشمل المعروف في يومنا هذا ولتفرق سكنى القبائل التابعة لمشيخته.
ورسالة أخرى إلى الشيخ أحمد بن عبدالله وهاس نفسه جاء فيها: ” من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل إلى جناب الأخ المكرم أحمد بن عبدالله ابو وهاس سلمه الله..سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد لا يخفاكم ماقدره الله على أميركم عبدالرحمن بن ثنيان -رحمه الله- وهذا عبدالله بن محمد بن معمر واصلكم بكان (مكان) أميركم فيه البركة والسداد انشاالله (إن شاء الله) ..أجرى الناس بالخير يأمركم بالمعروف وينهاكم عن المنكر فالذي اوصيكم وآمركم به تقوى الله وأن تسمعوا له وتطيعوا فيما أمركم به ونهاكم عنه وأن لا تخالفوه بشيء في ذلك واسل الله (واسأل الله) لنا ولكم التوفيق لما فيه الخير والصلاح هذا ما لزم تعريفه ودمتم.) انتهى.
ويفهم من هذه الرسالة وكعادة الملك المؤسس -رحمه الله- تذكير المكلفين والتابعين لقيادته وأمرهم بتقوى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ببن أفراد رعاياه والسمع والطاعة لولي الأمر وممثله فيهم مع الدعوة بالصلاح والخير للجميع.
ويلا حظ على هذه الرسالة عدم حملها تاريخا لها ويبدو انها كانت بعد تحويل تبعية قبائل بني رزق لإمارة القنفذة .!
وهذه رسالة موجهة لقبيلة بني المنتشر في العرضية الشمالية ونصها: (من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل إلى كافة قبيلة بني المنتشرالسلام. وبعد ذلك من قبل جاري بن بركات هو أميركم وأنتم بارك الله فيكم يلزمكم السمع والطاعة وعدم مخالفته انشاءالله (إن شاء الله) نرجو أن الله تعالى يوفق الجميع للخير هذا مالزم.. في 17 ذي …..1345 هجرية) انتهى.
ويفهم من هذه الرسالة الموجهة لقبيلة بني المنتشر تكليف جاري بن بركات أميراً (شيخا) على القبيلة وعلى القبيلة السمع والطاعة له وعدم مخالفته.
ويفهم كذلك أن تبعية قبيلة بني المنتشر وشيخهم (أميرهم) منذ ذلك التاريخ 1345 لأمير القنفذة فهد بن محمد بن زعير ويؤكد ذلك الرسالة التالية.
” من فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل الفيصل إلى الأخ الكريم جاري بن بركات…سلمه الله تعالى..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..بعد ذلك تفهمون أن الجهاد واجب على كل مسلم وتدرون أن جميع أهل نجد: ولله الحمد قائمين بإخراج جهادهم كل عام كما وجب عليهم وأنتم عام الماضي تركناكم موجب أنكم جاهدتم بأنفسكم وهذا العام قد عمدنا أميركم فهد بن زعير ينظم الجهاد والذي عليكم كالعادة ويبادر بذلك يكون معلوم هذا مالزم تعريفه والسلام. في 18 ربيع اول 1348 هجرية .” انتهى
ويفهم من هذه الرسالة مطالبة جاري بن بركات وأفراد قبيلة بني المنتشر بدفع ماعليهم من جهاد (مالي) وتسليمه لأمير القنفذة فهد بن محمد بن زعير المكلف من قبل سمو الأمير فيصل نائب الملك في الحجاز.
ويفهم من الرسالة نفسها أن تبعية القنفذة وقبائل العرضيتين للحجاز (منطقة مكة المكرمة ) وهو ماتم منذ عام 1343 هجرية.