في أجواء ربيعية فاتنة لامس السحاب قمة جبل شهبة على ارتفاع 2500 متر عن سطح البحر، حيث مقر النادي الأدبي الثقافي بمنطقة الباحة، أقيمت مسامرة ثقافية إعلامية بمشاركة النادي الأدبي والمركز الإعلامي بمنطقة الباحة، واستهلت بتقديم للمذيع التلفزيوني الأستاذ أحمد البرتاوي، مستفيضا بعبارات باذخة عن جماليات منطقة الباحة بصفتها منطقة سياحية متميزة، ليتحدث رئيس المركز الإعلامي الأستاذ جمعان الكرت عن مراحل تطوير وسائل الاتصال لنصل إلى الصعقة الإعلامية مع وجود الانترنت ووسائل التواصل السريعة، حيث جعلت الإنسان شريكا أساسيا معها وبها متفاعلً،ا فقرص الذاكرة المضغوط ينقل الصوت والصورة والحركات، إذ أن ظهور الملتميديا حقق ثورة إعلامية هائلة وهذا التقارب والتلاقح بينهما أنتج الإعلام الثقافي، والذي يعنى بنشر القيم الجمالية والحسية والوجدانية ونقل المضامين الثقافية لنصل إلى مفاهيم جديدة صناعة الثقافة صناعة المعرفة وأخيرا صناعة الوعي، ليرى البرفسور الأمريكي جوزيف ناي صاحب كتاب “القوة الناعمة” أن الثقافة بوصفها أداة مهمة وفاعلة تدير الصراعات كبديل استراتيجي عن قوة الآلة العسكرية مما يؤكد أن العلاقة بين الثقافة والإعلام علاقة جدلية متحركة متكاملة متناغمة لتنمية عقل الإنسان وثقافته للنهوض بالمجتمع.
وأعرب الكرت باسم إعلاميي الباحة عن شكرهم وتقديرهم لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز الداعم للإعلام والثقافة الحريص على تحقيق تنمية وثابة لمنطقة الباحة.
وتناول رئيس النادي الأدبي الأستاذ حسن الزهراني الحديث عن تفاصيل نجاحات المربع الذهبي بتنفيذ أدبي الباحة برامج وأنشطة متميزة خلال السنوات الماضية، متمثلة في إقامة ملتقيات للرواية ليكون بصمة نجاح لأدبي الباحة ومهرجانات كبرى للشعر وملتقى متميز عن القصة القصيرة، ليكمل المربع الذهبي بتنظيم الملتقى الافتراضي للمسرح بطرح أوراق العمل، وتنظيم الندوات وتكريم البارزين في هذا المجال، وإقامة مسرحية في كهوف جبل شدا خروجا عن نمطية المسارح المعتادة.
وأشار بأن أدبي الباحة حقق المركز الأول في نسبة الإصدارات في كافة فنون الأدب والثقافة والنقد والاجتماع والتاريخ بحسب الببليوجرافيا التي أعدها القاص والروائي الأستاذ خالد اليوسف، وحققت بعض الإصدارات جوائز محلية وخارجية.
وعرج الزهراني في حديثه عن قصة تأسيس مقر النادي الأدبي الثقافية والدور الذي قدمه رجل الأعمال الشيخ سعيد العنقري بتشطيب مبنيين مكونين من ثلاثة أدوار وقاعة واسعة تستوعب أكثر من 600 شخص بأحدث المواصفات الهندسية والتقنية لتكون القاعة أنموذجا رائعا يخدم الثقافة والمثقفين، وقدم شكره لأعضاء مجلس الإدارة الذين شاركوه هذا النجاح.
وشارك الكاتب الإعلامي الأستاذ عايض الشملان بكلمة عن الثقافة ودورها الطليعي للمجتمعات مشيدًا بدور أدبي الباحة بهذا الجانب، كما أشار الأستاذ صالح مديس عضو مجلس إدارة النادي إلى الصعوبات التي واجهت مجلس الإدارة في كثير من الأنشطة إلا أن التعاون والتكاتف والجنون الإبداعي من رئيس النادي جعلهم يتغلبون على تلك الصعوبات، وعرج في حديثه عن الدور الذي قامت به لجنة تنمية المواهب لتكون حصيلتها عدد من الأدباء والشعراء على مستوى الوطن.
وتحدث الإعلامي الأستاذ صالح الحميدي عن تطوير الذات وأهمية في تحقيق الذات،فيما قدم الناشط الإعلامي الأستاذ عبدالخالق الغامدي مقطوعة غنائية لأبيات شعرية تشيد بأهمية الثقافة في حياة المجتمعات، وواصل الحاضرون في الحديث عن التقارب بين الإعلام والثقافة بصفتهما جناحا التحليق في فضاء الإبداع وقام الفريق الإعلامي بجولة داخل مقر النادي شاهد محتوياته من صالات وغرف إدارية ومكتبة حوت على كثير من المراجع، بما فيها إهداء للراحل الشيخ على بن يحيى -يرحمه الله- ومواقع خصصها النادي للإعلاميين والفنانين التشكيليين والخطاطين والمسرحيين، كم شاهد الفريق قاعة الشيخ سعيد العنقري للثقافة إذ تعد من القاعات المتميزة على مستوى أندية المملكة.
وفي الختام قام رئيس النادي الأستاذ حسن الزهراني بتقديم هدايا للإعلاميين عبارة عن الإصدارات الجديدة لأدبي الباحة
كما التقطت الصور التذكارية.