نبه باحثون إلى أن مرضى “كوفيد 19” والمتعافون منه قد يصابون بداء السكري، حتى إن لم يعانوا هذا الاضطراب الصحي قبل التقاط عدوى كورونا، وهو ما يثير مخاوف طبية إزاء تأثيرات طويلة الأمد للوباء.
وبحسب صحيفة “إندبندنت” البريطانية، فإن باحثين من مختلف دول العالم يقيمون قاعدة لبيانات من أصيبوا بمرض السكري بعدما مرضوا بـ”كوفيد 19″.
وقال الباحث المختص في جراحات عملية الأيض بجامعة “كينغس” في لندن، فرانسيسكو روبينو، إنه لاحظ علاقة محتملة بين فيروس كورونا وداء السكري.
ويحث الأكاديمي البريطاني على إجراء المزيد من البحوث بشأن هذه العلاقة المثيرة للقلق بين فيروس كورونا المستجد وداء السكري.
وكان عدد من الأطباء قد أكدوا إصابة متعافين من مرض “كوفيد 19” بالنوعين الأول والثاني من السكري.
ويرجح الباحث روبينيو أن تكون هذه العلاقة قائمة بالفعل، لأن ما لوحظ هو أن أشخاصا كثيرين أصيبوا بالسكري أثناء مرضهم بـ”كوفيد 19″، أو بعد وقت قصير من تماثلهم للشفاء.
وأضاف أن الباحثون يرجحون هذه العلاقة بين المرضين، لأن الفيروس ربما يكون قادرا على إرباك عمليات التمثيل الغذائي للسكر في الجسم.
وتم الإشراف على هذه الدراسة من قبل جامعة “كينغس” في لندن وجامعة موناش، وأقام مختصون سجلا لحالات السكري الجديدة وسط مصابي فيروس كورونا، وتم البدء فيه بدءًا من يونيو الماضي، وأطلق عليه اسم “كوفي دياب”، وذلك اختصارا لـ”كوفيد ديابيت”.
وكانت دراسة منشورة سابقا، كشفت أن 20.6 في المئة من المرضى الذين عانوا أعراضا بين الخفيفة والمتوسطة، من جراء كورونا، شخصت لديهم إصابة جديدة بالسكري، تزامنا مع الدخول للمستشفى.
ويعتقد الأطباء أن بروتين ” ACE-2″ الذي يرتبط بفيروس كورونا المستجد، يوجد في أعضاء لها علاقة بعمليات التمثيل الغذائي للغليكوز مثل البنكرياس والمعي الصغير والكبد والكلى، إضافة إلى الرئة.
ودفع هذا الأمر بالباحثين إلى بناء فرضية مفادها أن فيروس كورونا المستجد يؤدي إلى اختلال في وظائف التمثيل الغذائي للغلوكوز، وهو ما يؤدي إلى ظهور مرض السكري لدى عدد من مرضى “كوفيد 19”.