رصد الفلكيون لأول مرة قمعة ضخمة من الغبار داخل قرص غازي تابع لنجم HD 163296 الفتي الواقع في كوكبة “القوس”.
وتشكلت تلك القمعة الضخمة نتيجة نمو كوكب في مرحلته الأخيرة.
وحسب الفرضية المتفق عليها من قبل الفلكيين فإن الكواكب تلد داخل قرص الغاز والغبار الذي يدور حول نجمه. وتصطدم جسيمات القرص مع بعضها وتشكل تدريجيا جنينا للكوكب لا يزيد قطره عن كيلومتر واحد.
ولا يعرف علماء الكواكب إلى حد الآن كيف تتطور هذه العملية. وسبق لهم أن رصدوا في وقت سابق كواكب عديدة في مختلف مراحل تطورها، لكن بعض المراحل ما زالت مكفوفة بالغموض.
وقد تابع فريق من الفلكيين برئاسة عالم الكواكب في جامعة “لايدن” الهولندية، يوجف فارغا، بواسطة تلسكوب MATISSE مراحل أخيرة لتطور أحد الكواكب في منظومة نجم HD 163296 الفتي الذي يبعد عن الأرض 330 سنة ضوئية. ويزيد وزن النجم المذكور ضعفا عن وزن الشمس. وإنه قد تشكل منذ نحو 10 ملايين عام ويحيط به إلى حد الآن طوق كثيف من الغاز والغبار.
وافترض الفلكيون أن هذا الطوق تلد داخله بضعة كواكب، إذ انه قد انقسم إلى عدة قطاعات يوجد في كل منها كوكب جنين.
وأظهرت حسابات الفلكيين المنظرين أن قمعا متكونة من الغبار يجب أن تنشأ داخل القرص في مرحلة أخيرة لتشكل كواكب تبدأ في امتصاص كميات كبيرة من المادة الساخنة اللازمة لولادة الكوكب.
ويعتبر العلماء أن الكوكب حديث الولادة الذي يرصدونه تفصله عن نجمه المسافة نفسها التي تفصل عطارد عن الشمس. كما يعتقدون أن رصدهم لجنين الكوكب سيساعدهم بإدخال تعديلات في نظرية ولادة الكواكب داخل المنظومات النجمية المختلفة، بما فيها المنظومة الشمسية.