ابتُلي وطننا العربي على أيامنا هذه بحركات عنصرية مؤدلجة سياسيًا تتخذ بعضها من نسب "آل البيت" ذريعة للوصول إلى تسنم السلطة في كل بلد عربي ظهرت فيه.
وللتحقق من ذلك، لا بد من فحص (dna) سياسي لهذه الأحزاب والحركات العسكرية الخارجة على نظام بلدانها والتي نشأت في المناطق الرخوة من البلاد العربية، وذلك لكشف تضليلها وخطرها في تمزيق الوحدة السياسية لكل قُطر نبتت فيه كالفطر، وتوعية الشعوب المغلوبة على أمرها للحذر منها ومن مخططاتها.
ويأتي في مقدمة هذه الحركات على سبيل المثال: "حزب الله" في لبنان (تأسس عام 1985) ورئيسه الآن حسن نصرا لله بادعائه نسبته لآل البيت! والحوثيون "أنصار الله" في اليمن (تأسست 1992) ويقودها الآن عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي يدعي وأسرته نسبتهم لآل البيت (مصادر يمنية موثوقة تنفي نسبتهم لآل البيت).
بل هناك من تجاسر وادعى من هؤلاء أن مرجعيتهم المذهبية غير العربية للخميني (هندي الأصل) قدوتهم في إيران وأنه من آل البيت!
والملمح من كل ذلك يتراءى لكل ذي بصيرة هو التدثر بقميص آل البيت؛ لاستقطاب الأتباع من الدهماء في كل شعب لما هو معروف من حب المسلمين بجميع طوائفهم وتقديرهم لآل البيت حبًا في الرسول صلى الله عليه وسلم.
والحقيقة أن كل تلك الظواهر والنتوءات ما هي إلا حركات سياسية أيدلوجية تابعة وصنيعة للمد الفارسي وتصديره لثورته، والذي نجح مع الأسف منذ أربعين سنة في التغلغل في بعض الأقطارالعربية على وجه الخصوص متبنيًا لهذه الحركات غير السُنيّة لتفتيت أوطانها وتشجيعها في الوصول للحكم والسيطرة.
وإن لم تصل لهرم الدولة وتحكم فإنها تشكل "دولًا" داخل تلك الدول ومليشيات عسكرية متمردة شعارها المقاومة المزعومة للكيان الصهيوني والهيمنة الغربية حسب زعمها فاختطفت القرار السياسي في كل بلد تواجدت فيه بقوة السلاح. واتخذت من إيران الخمينية سندًا وداعمًا ماديًا وعسكريًا وإعلاميًا. فأصبحت أدوات تنفيذية وأذرعًا تخريبيةً محققة للأطماع الفارسية المجوسية في البلاد العربية.
وفي سبيل تحقيق ذلك فرِّطت طواعية في عروبتها وفي مذهبها الديني، وقد أكد ذلك للإعلام تصريحًا لحسن نصرالله (رئيس حزب الله اللبناني) بكل جراءة وعلى مسمع من حكومة لبنان بجعل لبنان تابعًا لولاية الفقيه في (قم وطهران)! مما أفقد لبنان وكل دولة ابتليت بهذه الحركات استقلالها، وضُعِضع الأمن فيها وحرّك الضغائن في نفوس رعاياها وشعبها، وشيوع حالة اللا استقرار فيها بسبب تغولها وخصوصًا مع تعدد الديانات والمذاهب والأعراق في كل دولة تتواجد فيها هذه الحركات.
وما لبنان والعراق واليمن إلا شاهد على واقع هذه الحركات والتي يتبجح نظام الملالي على لسان مسؤوليه في طهران بسيطرته على عواصم تلك البلاد المتواجدة فيها هذه الحركات.
وإن صَدَّق بعض المتعاطفين معها بصحة انتسابهم لآل البيت ومشروعية أفعالهم -مع الشك المؤكد في انتسابهم لآل البيت- فإن نتيجة ممارساتهم تجعل غالبية شعوب بلدانهم كارهة تسلطهم ومتمنية زوالهم، وربما يلحق الأذى آل البيت سبًا وشتمًا بسببهم ومن خلالهم مع أن المواطنين المخلصين لبلادهم من آل البيت وغيرهم من حقهم كمواطنين صالحين أينما وجدوا أن يتسنموا المسؤولية في بلادهم بالطرق المشروعة وليس بحراب أعداء الأرض وإنسانها.