تستعد الإدارة العامة للتعليم في منطقة الرياض للمشاركة في الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، الذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام، وذلك استمرارا في نهج وزارة التعليم بالحرص على خدمة اللغة العربية وعلومها وآدابها، الذي اختارت له منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم “اليونسكو” في هذا العام عنوان “مجامع اللغة العربية: ضرورة أم ترف؟”.
وأكد المدير العام للتعليم بمنطقة الرياض حمد بن ناصر الوهيبي، على ما تحظى به اللغة العربية في المملكة والوطن العربي والعالم أجمع من اهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وذلك من خلال إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الذي يعد أحد مبادرات الاستراتيجية الوطنية لوزارة الثقافة السعودية، التي أعلنتها في مارس 2019، ضمن رؤية السعودية 2030، وذلك للإسهام في تعزيز دور اللغة العربية إقليميا وعالميا.
ونوه الوهيبي بأن اللغة العربية مكون أساسي من مكونات الهوية الوطنية، وركن من أركان التنوع الثقافي والحضاري الإنساني، واللغة الأكثر انتشارا واستخداما في العالم، إضافة إلى تفردها على مستوى المفردات والأساليب والمعاني والخطوط والأشكال والفنون النثرية والشعرية، وتضطلع مجامع اللغة العربية بدور مهم في حفظ اللغة العربية الفصحى، وصونها، وفي تعريب المصطلحات العلمية، والقضاء على المشكلات التي تواجه هذا التعريب، وأن لها أهمية في توطيد العلاقات بين الشعوب، من خلال الترجمة والنقل في مجالات الفكر والتاريخ والفلسفة والمسرح والرواية والكتب الدينية والعلمية والاقتصادية، وغيرها.
وأشار إلى أن اللغة العربية مثلت طيلة قرون مضت حافزا لإنتاج المعارف وانتشارها، وساعدت في نقل العارف العلمية والفلسفية إلى أوروبا في عصر النهضة، وأتاحت إقامة الحوار بين الثقافات، حيث خصصت الأمم المتحدة يوم الـ 18 من ديسمبر للاحتفاء بها ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، بعد اقتراح تقدمت به المملكة العربية السعودية والمغرب، فهي من أقدم اللغات السامية وأكثرها انتشار وتحدثا في العالم، وتتميز بقدرتها على التعريب واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى بشروط دقيقة معينة، وفيها خاصية الترادف والأضداد والمشتركات اللفظية.
ودعا الوهيبي مكاتب التعليم ومدارس البنين والبنات في المنطقة إلى الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، والتعريف بدور مجامع اللغة العربية في إحياء استخدام اللغة العربية الفصحى واستعراض أهميتها العالمية، مؤكدا ضرورة تعزيز قيم الولاء والانتماء للدين والوطن وقادته، والاعتزاز باللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم وأحد مكونات الهوية الإسلامية والوطنية، وتشجيع استخدامها في التواصل اليومي وفي المجال التعليمي.
وأهاب المدير العام بأهمية تشجيع صون اللغة العربية الفصحى من التغيرات الدخيلة عليها من اللغات الأجنبية واللهجات العامية، وتعزيز المبادرات الإيجابية تجاه اللغة العربية، وتشكيل اللجان التنفيذية لذلك، من خلال تنفيذ الفعاليات والأنشطة والمسابقات والملتقيات والندوات “عن بعد”، وتنفيذ منتدى ثقافي حواري طلابي يستهدف طلاب وطالبات المرحلة الثانوية، يشاركون فيه بأوراق عمل حول مجامع اللغة العربية ودورها تجاه اللغة العربية.
من جهة أخرى، تقيم إدارة النشاط الطلابي في الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض، غدا، ندوة عن “مجامع اللغة العربية ضرورة أم ترف؟ – عن بعد”، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية ، تستضيف فيها الأستاذ الدكتور عبدالله بن حمد الدايل أستاذ اللغة والنحو والصرف في جامعة الملك سعود، والأستاذ الدكتور أحمد بن محمد العضيب أستاذ النحو والصرف في جامعة الإمام محمد بن سعود، والدكتور عبدالسلام بن إبراهيم السيف مشرف تربوي في إدارة الإشراف التربوي، ومشرف النشاط الطلابي عبدالرحمن بن إبراهيم الجاسر.