افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض -عن بعد- اليوم حفل انطلاق فعاليات الدورة الخامسة من منتدى أسبار الدولي 2020 التي تعقد بعنوان: “مستقبل المستقبل”، بمشاركة 90 متحدثًا محليًا ودوليًا.
وبُدئ الحفل بعزف السلام الملكي، ثم تليت آيات من القرآن الكريم، عقب ذلك شاهد الحضور فيلمًا وثائقيًا يحكي مسيرة تأسيس مركز أسبار للبحوث والدراسات، كما شاهدوا فيلما آخر حول منتدى أسبار تضمن عرضا لدوراته الأربع الماضية إضافة للدورة الحالية.
وعقب مراسم الافتتاح، قال سمو أمير منطقة الرياض إن المستقبل بالنسبة للمملكة لم يعد حلما بعيدا أو خيارا صعب التحقيق، بل إنه واقع نعيشه اليوم، وهو مسار عمل حددته قيادتنا الرشيدة منذ انطلاق رؤيتها 2030 لخدمة مجتمعنا، وتحقيق طموحات الأجيال للوصول إلى تنمية شاملة ومستدامة.
وأشار سموه إلى أن منتدى أسبار تميز من خلال دوراته الماضية بجمع أفضل العقول، وحشد أبرز الخبراء، على مستوى العالم، ضمن القطاعات الإستراتيجية المهمة، لطرح الأفكار، واقتراح المبادرات الرائدة عالميا، لاستكشاف حلول لتحديات المستقبل، وتحويل التحديات إلى فرص تحقق الاستدامة في التنمية، وتدعم تقدمنا العلمي، وتعزز مكانة المملكة لتكون نقطة جذب للباحثين والعاملين في مجالات استشراف المستقبل العديدة.
من جانب آخر, أوضح معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف أن المملكة من خلال تبنيها رؤية 2030 اختارت قطاع الصناعة والثروة المعدنية ليكون أحد القطاعات الأساسية لتنويع اقتصادها، مؤكدا أن المملكة تمتلك مقومات عديدة تمكنها من تطبيق حلول الثورة الصناعية الرابعة على نطاق واسع لتحقيق الاستفادة القصوى منها، ومن تلك المقومات التركيبة السكانية الشابة والمتعودة على استخدام التقنيات الحديثة، والبنية التحتية الرقمية المتطورة.
ورحب رئيس مجلس إدارة منتدى أسبار الدولي الدكتور فهد العرابي الحارثي بسمو أمير منطقة الرياض، مقدمًا شكره على رعايته وافتتاحه المنتدى، كما رحب بأصحاب المعالي والضيوف، وموضحًا أن رسالة المنتدى في دورته الخامسة التي تحمل عنوان: “مستقبل المستقبل” تستهدف أن يدرك الشباب أن مضمار السباق لعقولهم الفذة سيكون المستقبل ببشائره وتحدياته المختلفة.
وأشار إلى أن هذه الدورة التي تأتي استمراراً للنجاح الذي حقّقه المنتدى – ولله الحمد – في دوراته الأربع الماضية، تعقد للمرة الأولى افتراضيا، تماشيا مع ما تشهده المملكة والعالم أجمع من تحديات جراء تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لافتا النظر إلى السعي من خلال هذه الدورة إلى استشراف مستقبل العديد من القطاعات الحيوية الأكثر تأثيراً بحياة الإنسان”.
وتقدم رئيس مجلس إدارة منتدى أسبار الدولي باسم كل من أسهم في إنجاز هذا العمل، بالشكر الجزيل والعرفان الصادق المخلص إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وإلى سمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – على ما يوليانه لهذه البلاد وأهلها من اهتمام ورعاية وحرص وعلى ما يقومان به من جهود تهدف إلى خدمة أمتهما بل والإنسانية جمعاء.
بدوره أشاد رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا الدكتور عبد الله دحلان باختيار المنتدى موضوع “مستقبل المستقبل” الذي يتماشى مع توجيهات القيادة – أيدها الله – التي رسمت مستقبل المملكة بوضع خطط تسابق الزمان للتطور والتطوير في مختلف المجالات.
فيما قال رئيس ومؤسس مجموعة طلال أبو غزاله العالمية الدكتور طلال أبو غزاله إن المجموعة بدأت مستقبلا جديدا يفخر به في عاصمة المملكة عام 1974م من قصر إمارة الرياض, عندما تشرف بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – حينما كان أميرا لمنطقة الرياض, حيث وجه – أيده الله- بافتتاح مكتب المجموعة في الرياض وهو اليوم من بين أكبر مكاتب مجموعة طلال أبو غزاله العالمية المئة في العالم.
وأوضح أبو غزاله أنه تشرف في العام م2001 برئاسة الشبكة العربية الإقليمية لفريق الأمم المتحدة لتقنية المعلومات والاتصالات، مضيفا أنه حينما اختير لذلك المنصب أدرك أنه يتجه إلى عالم جديد يشارك في صياغة مستقبله، مؤكدًا أن المستقبل متحرك متطور ومستمر، ويصنعه التقدم التقني المستمر الذي لا يسير إلا إلى الأمام ،كما أن كل اختراع جديد تنتج عنه عدة تقنيات أكثر تقدما، فالثورة الزراعية تبعتها ثورة صناعية ثم ثورة معلوماتية وصولا إلى الثورة المعرفية الرابعة التي نشهدها اليوم التي مهدت الطريق لتغييرات جذرية في الطريقة التي نعيش بها، موضحا أن أبرز ما قدمته لنا تلك الثورة حتى الآن، الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والطابعات الثلاثية، والروبوتات وتقنية النانو وتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
في حين تحدث العالم العربي الدكتور فاروق الباز عن التجربة الناجحة التي شارك فيها وهي وصول الإنسان إلى القمر لأول مرة من خلال رحلة “أبولو”، مشيرا إلى أن عدة عوامل أدت إلى نجاح هذا البرنامج، مثل اختيار أفضل المتخصصين، تحديد وقت محدد لكل عملية، وحسن اختيار القادة، الاعتماد الكلي على الشباب، لامتلاكهم الطاقة والرغبة والقدرة على إثبات الذات وتحقيق النجاح والقدرة على تحمل ساعات العمل الطويلة، وهي مقومات تسهم في نجاح أي مشروع جديد.
بعد ذلك انطلقت فعاليات المنتدى بإقامة جلسة نقاشية تحت عنوان “تقنيات المستقبل: تنبؤات لعالمنا في عام 2050” أدارها أستاذ التعليم الإلكتروني بجامعة الملك سعود الدكتور محمد بن عطية الحارثي وشارك فيها الوكيل المساعد للأنظمة وتطوير الأعمال بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية محمد المخلفي والمنسق والعضو المنتدب في chez Diamniadio IT Park باسيرو عبدول و المتخصص في علوم وهندسة الحاسوب والكهرباء والرياضيات البروفيسور سليم علويني ورئيس قسم هندسة البرمجيات بجامعة الاعمال والتكنولوجيا الدكتورة رانيا باعشيرة.
وسلطت الجلسة الضوء على تجربة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في بناء نموذج قياس إنتاجية العاملين عن بعد، ومراكز التقنية (تجربة مشروع IT Park)، كما تناولت الجلسة نماذج لبعض المدن والمجتمعات المستقبلية شديدة الارتباط، وكيف تعمل تقنية Nanobot على ربط أدمغتنا مباشرة مع السحابة المعلوماتية.
من جهة أخرى، قدمت الرئيس التنفيذي للسلطة التنفيذية بالتعليم بجامعة Business IE الإسبانية تيريزا مارتن ريتورتيلو روبيو دروسا متقدمة بعنوان “ما وراء إعادة تشكيل المهارات وبناء المرونة لمواجهة تحديات مستقبلية غير معروفة”.