عد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي– في خطبة الجمعة – تحويل الوالدين أو أحدهما إلى دار المسنين من أعظم العقوق , واصفا من يقوم بذلك بالمنكر للمعروف ساقط المروءة , غير المتخلق بأخلاق الإسلام أو كرم الأخلاق.
وحذر فضيلته من التكبر على الوالدين والتعدي عليهما بالضرب أو الإهانة والشتم والحرمان مستشهدا بحديثالنبي صلى الله عليه وسلم : ” إن الجنة يوجد ريحها من مسيرة خمسمئة عام , ولا يجد ريحها عاق ” , وقول الله عز وجل : ” واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ..”.
وأضاف : أعظم الحقوق بعد حق الله عز وجل حقوق الوالدين , ولعظم حقهما قرن الله حقه بحقهما ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ” , ولن يبلغ الولد كمال البر بالوالد مهما بذل إلا في حالة واحد قال صلى الله عليه وسلم : ” لن يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه ” .
وتابع : الوالدان بابان من أبواب الجنة , من برهما دخل , فإذا رضي عنك والداك فالرب راض عنك , وبر الوالدين هو طاعتهما في غير معصية وإنفاذ أمرهما ووصيتهما والرفق بهما وإدخال السرور عليهما والتوسعة عليهما والنفقة وبذل المال لهما , والشفقة والرحمة بهما والحزن لحزنهما , وبر صديقهما وصلة رحمهما وودهما , وكف جميع أنواع الأذى عنهما , وحب طول حياتهما , وكثرة الاستغفار لهما في الحياة وبعد الموت , والعقوق ضد ذلك كله.
وأردف : إن حقوق الوالدين مع ما بالقيام بهما من عظيم الأجور والبركة فهي من مكارم الأخلاق وأكرم الخصال التي يقوم بها من طابت سريرته وكرم أصله وزكت أخلاقه وطابت أعماله وجزاء الإحسان الإحسان , والمعروف حقه الرعاية والوفاء , والجميل يقابل بالجميل , ولا ينكر المعروف والجميل إلا منحط الأخلاق ساقط المروءة خبيث السريرة ” ولا تنسوا الفضل بينكم “.