نجح فريق بحثي في معهد ”DTU Health Tech“ للبحوث في جامعة الدنمارك التقنية، بتطوير تكنولوجيا جديدة تسمح للجسم بمحاربة السرطان بكامل قوته.
ووفقًا لموقع ”Mirage News“ التكنولوجي، وجد الباحثون طريقة جديدة، لتحطيم آليات الدفاع التي تستخدمها الخلايا السرطانية لإبطاء عمل جهاز المناعة، ومن ثم إعادة قدرة الجسم على مكافحة السرطان بشكل فعال.
ويعد بناء بيئة دقيقة تُثبط من نشاط الجهاز المناعي إحدى الآليات الرئيسة التي تستخدمها الخلايا السرطانية لتجنب اكتشافها بواسطة جهاز مناعة المريض.
وعلى وجه التحديد، تحفز الخلايا السرطانية خلايا مناعية معينة لوقف هجومها المباشر على الخلايا السرطانية.
وبالتالي، ففي نسبة كبيرة جدًا من مرضى السرطان، أدت هذه الخلايا المثبطة للمناعة إلى إقصاء قدرة الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية، وتفعيل الهجوم المناعي عليها.
بدوره توصل الفريق البحثي في مختبر DTU Health Tech، بقيادة البروفيسور توماس أندرسون، إلى ما يبدو حلًا لهذه المشكلة.
وعمل الباحثون لسنوات عديدة، على تصميم أنظمة محسنة لتوصيل الأدوية، حيث تم تحسين هذه الأنظمة تدريجيًا إلى الحد الذي يمكنها من استهداف الخلايا السرطانية بدقة كبيرة، وكذلك استهداف الخلايا المناعية بوظائف محددة، وذلك في كل من أمراض السرطان والأمراض الالتهابية.
وقدم فريق البحث في العدد الأخير من مجلة Science Advances العلمية، ما يسمى بنظام توصيل الأدوية القائم على الجسيمات الشحمية للعلاج المناعي الكيميائي.
والجسيمات الشحمية هي نوع من الناقلات النانوية، والتي تحتوي على عقاقير مركزة وقادرة لجلب هذا الدواء بشكل فعال إلى الهدف.
ويعيد نظام الجسيمات الشحمية تشغيل جهاز المناعة، حيث يُعد قادرًا على القفز من مجرى الدم إلى الأورام السرطانية.
ويزيد نظام الجسيمات الشحمية، من تركيز الدواء في الورم السرطاني أكثر من 100 مرة مقارنة مع العلاج القياسي في نماذج الأورام السرطانية المقدرة مسبقًا.
وقد يبدو هذا مثيرًا للإعجاب في حد ذاته، ولكن أهم ما يميز هذه التقنية، هو تصميم الجسيمات الشحمية وقدرتها الفريدة لإطلاق الدواء الفعال بعد وصولها للورم السرطاني.
وفي الأورام السرطانية، تؤدي إنزيمات معينة إلى انقسام مكونات السطح في الجسيمات الشحمية، لذلك يعمل نظام الفريق البحثي، على نقل الدواء إلى الخلايا السرطانية والخلايا المثبطة للمناعة، والتي تتم مكافحتها بعد ذلك بشكل فعال.
وتعمل هذه التأثيرات معًا على إعادة تشغيل جهاز المناعة والسماح له في الشروع بهجوم منسق خاص بالسرطان.
وقال أندرسون:“يشير بحثنا إلى أن أنظمة الجسيمات الشحمية جيدة التصميم للعلاج المناعي الكيميائي، وقد تكون مكملًا فعالًا للعلاج المناعي السريري في المستقبل“.
وأضاف:“نأمل تحسين استجابة تأثير هذه التقنية“، مشيرًا إلى أنه تم التحقق من صحة تأثيرها التآزري مع العلاج المناعي في الدراسة عبر عدد من نماذج أمراض السرطان التجريبية.
وأكد الباحثون أن هذه التقنية تسبب زيادة حادة في مستوى الخلايا المناعية المستجيبة والتي يمكن أن تحارب الخلايا السرطانية على وجه التحديد.
ويُعد هذا الأمر مثيرًا للاهتمام بشكل خاص لأن الانتشار العالي لهذه الخلايا يزيد فرصة الاستجابة للعلاج المناعي المعتمد سريريًا.
وعلى الرغم من أن العلاج المناعي لا يزال جنينًا، فقد لُوحظت تأثيرات مذهلة على بعض المرضى، ومع ذلك لا يزال التأثير العلاجي الكامل يظهر في عدد قليل جدًا.
ولكن نظام الجسيمات الشحمية المطور حديثًا يزيد بشكل خاص من مستوى هذه الخلايا المهمة، وبالتالي لديه الإمكانات لتحسين تأثير العلاج المناعي السريري.
وبالتالي، فإن الدراسة تبعث الأمل بأن تؤدي الأنظمة الجديدة في توصيل الأدوية لمزيد من علاج مرضى السرطان بالعلاج المناعي.