شارك أربعون إعلاميًا وإعلامية في المسار الإعلامي نحو محافظة العقيق البوابة الشرقية لمنطقة الباحة، ويأتي ذلك بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز للوقوف على المعالم التاريخية والحضارية والزراعية والسياحية التي يشهدها وطننا الغالي في كافة المجالات.
واستهلت الجولة بزيارة مزرعة الزيتونة للسياحة الزراعية حيث كان الدكتور صالح بن عباس آل حافظ مالك المزرعة في استقبال الوفد الإعلامي وقال في حديثه للإعلاميين: “يوجد بمزرعة الزيتونة للسياحة الزراعية 4000 شجرة زيتون ل 22 صنفاً، وهي حاصلة على أول رخصة سياحة زراعية”، مضيفاً أن المزرعة كانت ثمرة عمل دؤوب وجهود متراكمة على مدى عشرين عاما.
ومن محتويات المزرعة معصرة زيتون ومشتل ومتجر وغرف استنبات الشعير، إضافة إلى التجارب الزراعية، وزراعة نباتات الطاقة المتجددة مثل «الجوجوبا والجاتروفا»، وزراعة نباتات الزيوت العلاجية «الأركان – البان»، وزراعة البن، وزراعة نباتات استوائية «جاك فروت، قويبانو، أفوكادو»، وزراعات حديثة ممثلة في الزراعة المائية، وبها بيت محمي مساحته حوالي 800 متر مربع، للزراعة المائية لمحصول الفراولة، وإنتاج الشعير الأخضر عن طريق دواليب وأحواض مخصصة، إضافة إلى أشجار البان العربي والهندي، وهناك أشجار محلية بالباحة مثل “التوت والجوافة والعنب والرمان”.
ويتم الاستفادة من مخلفات الزيتون في إنتاج الطاقة وأسمدة النباتات، وعلف للحيوانات وإنتاج الطاقة البديلة، إضافة للاستفادة الزيتون كثمر بتخليله، أو زيت الزيتون من خلال المعصرة والاستفادة من أوراق الزيتون والتي أجريت عليه أبحاث حديثة عديدة، إضافة إلى أغصان الزيتون وتحتوي المزرعة على مدرجات زراعية مبنية بالأحجار وتعد إرثا حضاريا وشكلا جمالياً بهدف الحفاظ على المياه من التسرب وكذلك على التربة من الانجراف ،ويوجد مسجد مبني بالحجر، ومبان أخرى مبنية أو مغطاة بالحجارة وجميع الطرقات والمسارات مبنية بالحجارة كما تحتوي المزرعة على مواقع للطيور ، الفراشات ، البط ، غرفة التربية النحل واستخراج العسل، واستخدام محدود للطاقة الشمسية ، تربية الأسماك في المياه الحلوة ، وإنتاج اللبن والحليب والزبدة على نطاق محدود إلى جانب وجود أربع خزانات مائية كبيرة لاصطياد مياه الأمطار واسطبل للخيول العربية وملعب لكرة القدم.
وواصل الإعلاميون سيرهم نحو العقيق وصولا إلى درب الفيل (طريق التجارة القديم) المار في شرق منطقة الباحة مركز جرب، وما زال الطريق يحتفظ بالأحجار المرصوفة رغم مضي آلاف السنين، وقال الشيخ سعيد بن مدشوش شيخ قبيلة آل طالب: “بأن عوامل الأمطار أثرت في بعض المواقع مما يستدعي الجهات المعنية كوزارتي الثقافة والسياحة المحافظة على هذا الموقع كأثر يسجل حقبة تاريخية قديمة”، وأضاف: “بأن الاحتياج حالياً إلى وضع سياج ولوحات إرشادية خصوصا وأن الكثير من الزوار من داخل وخارج المنطقة يأتون لمشاهدة هذا الأثر التاريخي القديم”، وتمنى أن تبادر بلدية العقيق برصف الطريق ليسهل الوصول إليه إذ لا يزيد عن كيلو متر، وأعطى الباحث التاريخي سعيد بن ناصر الغامدي شرحا مفصلاً عن الطريق وأهميته التجارية حيث يربط بين جنوب الجزيرة العربية وبلاد الشام لينقل التجار بضائعهم من التوابل والمر والأقمشة وغيرها وأضاف بأن الطريق اشتهر بمسمى طريق الفيل لكون أبرهة الحبشي عبر من نفس المسار حين أراد هدم الكعبة المشرفة قبل البعثة النبوية وأرسل الله عليه طيرا أبابيل ليولي جيشه الأدبار ويمنوا بشر هزيمة، وقدم أهالي مركز جرب ضيافة للوفد حيث ألقى الشاعر جابر بن عويض قصيدة شعرية وشارك عائض بن سعد العزف على الربابة كواحدة من الأدوات التي تستهوي أبناء الصحراء.
وانعطف الوفد الإعلامي إلى نادي فال العز للفروسية حيث استعرض الفرسان مهارة الركوب على الخيل قفزا على الحواجز ومرورا من بين الأعمدة النارية وإصابة للهدف بالسيف أو الرمح، وبشر رئيس مجلس إدارة مركز فال العز للفروسية الأستاذ حمد محمد الرفاعي الحاضرين بأن النادي حقق مستويات متقدمة من بين أندية الفروسية على مستوى المملكة وقال :بأن أبناء العقيق يتطلعون إلى تحقيق منجزات في قادم الأيام متمنيا الوقوف مع ناديهم دعما لنشاطه وتشجيعا للشباب المشاركين، وأشاد الوفد الإعلامي بجهود الشابين السعوديين د.بدر عسيري، د.عبدالله عسيري إذا أقاما مشروعا تجاريا ووقفا بنفسيهما عليه ليخدم أهالي محافظة العقيق، واتجه الوفد إلى مهرجان ساحة مهرجان التمور ليكون محافظ محافظة العقيق الدكتور فيحان العتيبي في استقبالهم، وأعرب عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز الداعم لجميع أنشطة وبرامج المحافظة، وعرج في حديثه عن مزايا المحافظة كانبساط أرضها ووفرة مياهها وجمال أوديتها، فضلا وجود الميناء الجوي بها وصرح جامعة الباحة الكبير، إضافة إلى وجود الكثير من المواقع الأثرية والتاريخية كطريق الفيل والنقوش والكتابات القديمة التي تدل على وجود حضارات موغلة في القدم.
وقال الدكتور فيحان بأن معرض التمور بمحافظة العقيق واحد من الأنشطة والبرامج التي يشارك الأهالي في التنظيم مبينا بأن العقيق تتميز بأصناف من التمور الجيدة.
وفي الختام تفضل بتقديم الدروع التذكارية لرئيس وأعضاء الوفد، وفي نهاية الجولة أعرب رئيس المركز الإعلامية جمعان بن علي الكرت نيابة عن زملائه عن بالغ شكرهم وتقديرهم لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود أمير منطقة الباحة قائد التنمية في منطقة الباحة لجهوده الكبيرة كما قدم شكره لسعادة محافظ العقيق الدكتور فيحان العتيبي ولرئيس المركز الإعلامي بالمحافظة الأستاذ ممدوح الغامدي ولزملائه الذين حددوا المسار الإعلامي السياحي للتعرف على مواقع مهمة في المحافظة وللجهود التي يشارك بها إعلاميو وإعلاميات المنطقة في سبيل إبراز شواهد التنمية وتقديم أعمال إعلامية تخدم المنطقة وأهلها كما شكر الكرت رجل الأعمال الشيخ أحمد العويفي صاحب شركة أم القرى للنقل لتعاونه في توفير وسيل نقل لهذا المسار الإعلامي السياحي الذي يجوب كل محافظات منطقة الباحة.