حذّر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير – في خطبة الجمعة – الرجال من إساءة استعمال حقهم في الطلاق واتخاذه وسيلة وأداة لاستغلال الزوجة وابتزازها وجعله سوطاً يلوح به في وجه المرأة لإخضاعها وتهديدها وإهانتها عادا ذلك من الأفعال المحرمة شرعا، منتقدا العادات الذميمة كالحلف بالطلاق , وجعل التلفظ به ديدنا ودأبا وعادة.
وقال : عقد النكاح مناط الحقوق بين الزوجين يلزم كل منهما معاشرة الآخر بالمعروف وألا يمطله بحق وألا يتكره لبذله وتحسين خلقه لصاحبه والرفق به واحتمال أذاه قال تعالى : ” ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ” , والمعاشرة الحسنة والصحبة الجميلة أقر للعين وأهدأ للنفس وأهنأ لعيش.
وتابع : إن الإنسان لا يكاد يجد محبوب ليس فيه ما يكره فليصبر على ما يكره لما يحب , وقلما أن تجد متعاشرين رضي كل منهما جميع خلق الآخر , وما تعاشر اثنان إلا وأحدهما يتغاضى عن صاحبه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر ” , فيا أيها الأزواج : أمسكوا نساءكم ولا تبادروا إلى المنازعة والمشاجرة ولا تتعجلوا إلى المفارقة , ولا تسارعوا إلى الطلاق , ولا تبالغوا في تصنع الكراهية والبغض , فكم من رجل استبد به الطيش وحاط به الحمق وعجل وطلق ثم استرجع وندم وقد فاتته الرجعة وتعذرت عليه العودة.
ووجه حديثه إمام المسجد النبوي حديثه للزوجة المؤمنة قائلا : لا تكوني ممن تأكل لما , وتوسع ذما , صخوب غضوب , لا تطيع لزوجها أمرا , ولا تبر له قسما , أحسني إلى زوجك كوني قريبة من مودته مسعفة له عند حاجته , ملبية لندائه ودعوته , نازلة عند رغبته ذاكرة لفضله , ولا تجادليه عند غضبه وسورته , ولا تطاوليه عند حدته وثورته.