طور أطباء بريطانيون دواء جديدا من شأنه أن يحدث ثورة” في مجال الوقاية من النوبات القلبية الناجمة عن جلطات الدم، والتي تصيب سنويا ملايين البشر في العالم.
ويمكن للعلاج الجديد أن يوقف النوبات القلبية في مراحلها المبكرة، كما يمكن لأولئك الذي عانوا في السابق من نوبات خفيفة استخدمه الدواء الجديد، في المنزل.
وذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن الدواء الجديد واسمه “سيلاتوغريل”، يأتي مع جهاز حقن تلقائي يشبه تماما تلك الحقنة التي يستخدمها مرضى السكري لحقن أجسامهم بالأنسولين في منازلهم.
وتحدث النوبات القلبية عادة عندما تمنع الجلطة تدفق الدم إلى القلب. ويعد العلاج السريع لاستعادة تدفق الدم إلى القلب أمرًا بالغ الأهمية لتقليل تلف أنسجته.
وعادة ما يتم إعطاء الأدوية المضادة للتخثر عند حدوث الجلطات عن طريق الحقن، التي تستهدف وتدمر مركبًا يسمى الفيبرين، وهو بروتين صلب يشكل شبكة تؤدي إلى إبطاء تدفق الدم، مما يشجع على تكوين الجلطة.
وعلى الرغم من أن الأدوية الشائعة الاستخدام تتسبب في تفكك الجلطة، لكن هذه العملية يمكن أن تستغرق ساعات عدة، مما يضع المريض تحت خطر خطر النزيف. وقد يحتاج المرضى أيضًا إلى تركيب دعامة لفتح الشريان المسدود، أو استخدام أكثر من دواء مضادة للتخثر.
لكن باحثين بريطانيين يُعتقدون أن الدواء الجديد “سيلاتوغريل” يعمل بطريقة أسرع، قبل تشكل الجلطة لتصبح خطيرة، إذ يعطل الدواء تكون الجلطة بالكامل ويفككها في بدايات تكونها.
وأظهرت نتائج دراسة أجريت في 18 مركزًا في العالم، شملت 345 مريضًا يعانون من نوبات قلبية في مراحلها الأولى، أن الحقن الفردي، في الفخذ أو البطن، يعطي تأثيرا مضادا للتخثر في غضون 15 دقيقة، مع آثار إيجابية تستمر حتى 8 ساعات.
وقال روب ستوري، أستاذ أمراض القلب في جامعة شيفيلد، الذي قاد فريق الدراسة المشرفة على اختبار الدواء: “في المراحل الأولى من النوبة القلبية، يمكن أن تأتي الجلطات الدموية وتذهب أو تستغرق ساعات”.
وأضاف: “لذا فإن الأدوية المضادة للتخثر قد تساعد في إيقاف النوبة القلبية. يمكن أن يكون للأسبرين تأثير سريع إلى حد ما، لكنه في حد ذاته له تأثير ضعيف نسبيًا مضاد للتخثر”.
وأوضح البروفيسور ستوري أن دواء سيلاتوغريل قد يوقف بعض النوبات القلبية عن طريق منع تجلط الدم من سد الشريان القلبي تمامًا، مشيرا إلى أن الدواء على وشك استخدامه في تجارب أكبر مع المرضى الذين أصيبوا بنوبات قلبية.
ووفقًا لمؤسسة القلب البريطانية، فإن أكثر من 100 ألف حالة يتم إدخالها إلى المستشفيات في المملكة المتحدة كل عام ترجع إلى النوبات القلبية، وتتسبب أمراض القلب والدورة الدموية في حوالي 170 ألف حالة وفاة كل عام.
ويقول الدكتور بونيت رامراخا، استشاري أمراض القلب في مستشفى هامرسميث في غرب لندن: “سيلاتوغريل حقنة عضلية يسهل استخدامها وتبدأ في العمل بسرعة. إنه سلاح جديد ومثير ضد النوبات القلبية”.