بعد أيام من الشائعات والجدل بشأن مصيرها، نفت عالمة الفيروسات الصينية المعروفة باسم “المرأة الخفاش”، شي زنغلي، محاولتها الانشقاق والهروب من الصين وبحوزتها ملفات سرية.
وشي زنغلي هي واحدة من أكبر الباحثين في مجال الفيروسات التاجية بالعالم، خاصة فيروسات الخفافيش، وهو السبب وراء منحها لقب “المرأة الخفاش”. وذكرت تقارير سابقة أن الحكومة الصينية “حاولت إسكاتها” بعد أن كشفت عن الجين الخاص بـ”كوفيد-19″.
وانتشرت الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الـ48 ساعة الماضية، مدعية أنها هربت مع عائلتها من الصين، وجلبت مئات الوثائق السرية إلى السفارة الأميركية في باريس.
لكن شي، نشرت رسالة على خدمة الرسائل الصينية “ويتشات”، قالت فيها: “كل شيء على ما يرام بالنسبة لعائلتي ولي، أيها الأصدقاء الأعزاء”.
وتابعت: “”بغض النظر عن مدى صعوبة الأمور، لن يحدث (الانشقاق) أبدا. لم نرتكب أي خطأ.. مع الإيمان القوي بالعلم، سنرى اليوم الذي تتشتت فيه السحب وتشرق الشمس.”
وكانت تقارير قد نشرت الشهر الماضي، قالت إنه تم استدعاء شي إلى مختبرها ذي الحراسة الأمنية المشددة في ووهان، بؤرة انتشار كورونا، نهاية العام الماضي بعد أن تم تسجيل حالة متعلقة بمرض تنفسي غامض في المدينة، وتم التعرف عليه بأنه شكل جديد من أشكال الفيروسات التاجية.
وأوضحت صحيفة “ميل أون صنداي”، أنه في غضون ثلاثة أيام، تمكنت العالمة من تحديد التسلسل الجيني لفيروس كورونا.
وربط فريق العمل الخاص بشي، فيروس كورونا بنوع من الخفافيش موجود في مقاطعة يونان، على بعد نحو ألف ميل من ووهان.
وقال الصحفي الصيني جاو يو، عن “المرأة الخفاش”: “علمنا في وقت لاحق أن معهدها أنهى تسلسل الجينات والاختبارات ذات الصلة بكورونا، في وقت مبكر من انتشار الوباء، وتحديدا في الثاني من يناير الماضي، إلا أنه تم تكميمه (إسكاته)”.
وتأتي تعليقات شي الأخيرة بعد أن زعم “ملف تجسس” نشرته صحيفة “ساترداي تلغراف” الأسترالية، أن الصين كذبت على العالم بشأن تفشي فيروس كورونا المستجد.
وقد استخدمت هذه الوثيقة المكونة من 15 صفحة، كأساس لقضية ضد الصين، بشأن الطريقة التي تعاملت بها مع المرض الفتاك، إذ تؤكد الوثائق أن بكين عملت على “إسكات الأطباء الذين حاولوا التحدث عن الفيروس في وقت مبكر، وتدمير الأدلة في المختبرات، ورفض تقديم عينات للعلماء الذين كانوا يسعون لإيجاد لقاح”.
وذكر الملف الصادر عن “Five Eyes “، وهو تحالف استخباراتي يشمل الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وأستراليا ونيوزلندا، أن سرية الصين المحيطة بالفيروس تعد “اعتداء على الشفافية الدولية”.
ويقول الملف إن الصين بدأت في تضييق الرقابة على الأخبار المتعلقة بالفيروس منذ 31 ديسمبر، وقامت بمسح مصطلحات مثل “تغير سارس”، و”سوق ووهان للمأكولات البحرية”، و “الالتهاب الرئوي المجهول في ووهان” من محركات البحث.
وتناقش الوثائق أيضا كيف فرضت الصين حظر السفر على شعبها، لكنها أبلغت الدول الأخرى بأن القيود على الحركة ليست ضرورية.