تواصل الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فعاليات مشروع “كيف نكون قدوة” الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة -حفظه الله-، حيث استضافت الجمعية بمقرها الدكتور فؤاد عزب خبير إدارة المرافق الصحية المدير العام والعضو المنتدب لشركة بلسم للاستثمارات ليتناول قصة نجاحه، والصعوبات التي واجهته في مسيرته العملية داخليًا وخارجيًا.
وبيَّن الدكتور عزب أن والده توفي وهو في سن السادسة، وقامت والدته بتربيته وكانت خير قدوة له، حيث اكتسب منها الصفات القوية، رغم الصعوبات التي واجهتها لتجعله رجلًا عظيمًا، موضحًا أن أول تجاربه كانت بمثابة حرب مع نفسه للوصول لحالة الاعتماد الكلي على الذات، مشيرًا إلى أن أجمل مقولة سمعها هي ما كانت تردده والدته باستمرار قائلة: “لا تخلي ديونك عند الناس راح يدقوا بابك”.
واستطرد الدكتور عزب: “العمل في الخدمة المدنية كان بمثابة صدمة بالنسبة لي، فعندما تم تحويلي من القطاع الخاص إلى الحكومي وأدركت اختلاف المميزات بينهما كانت هذه هي بداية الانطلاق لي في العمل الخاص والاعتماد على النفس”، كما وجَّه نصيحة للجمهور عامة وللشباب خاصة بأن يبحثوا عن فرص للعمل في القطاع الخاص ويبذلوا جهدهم لإثبات الذات، خاصة وأن حكومة خادم الحرمين الشريفين تتجه في رؤيتها 2030 إلى حشد الشباب للعمل في القطاع الخاص، ودعمهم، مؤكدًا أن هذه فرصة كبيرة لشباب اليوم، ناصحًا إياهم بالتزام الاحترافية في أي عمل يقومون به، ومؤكدًا أن التخطيط السليم لكل خطوة هو سر النجاح.
كما استضافت الجمعية الفنانة التشكيلية الكفيفة إيمان المعلاوي لتسرد قصة نجاحها وقدوتها في تميزها حيث قالت: “قدوتي في حياتي هما والداي اللذان قاما بتنمية مواهبي في الفن التشكيلي، ودعموني ماديًا ومعنويًا حيث فقدت بصري في سن العاشرة وكنت لا أرى سوى بعين واحدة لكني لم أتوقف عن الرسم، وكنت أمتلك الإصرار اللازم إلى أن وصلت للنجاح بفني ولوحاتي التي ملأت جدران البيوت والقصور”.
من جانبه أكد الدكتور الجاسر مدير الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة أن الأم والأب يمثلان القدوة لكل واحد فينا، وأن الأسرة التي ينشأ فيها الشخص هي التي تبني شخصيته، وتحدد مدى تحمله للصعاب والإصرار على النجاح، مبينًا أن الأمير خالد الفيصل يحرص كل الحرص على أن يكون شباب منطقة مكة المكرمة شبابًا يقتدى به في جميع مجالات الحياة سواء الفنية أو الثقافية أو الاجتماعية، مشددًا على أن رسالة المنطقة هي بناء الإنسان وتنمية المكان، لذلك تعتبر التربية من أهم العوامل التي تزيد من تماسك وتقوية أي كيان سواء كبر هذا الكيان أم صغر، وتعتبر أيضًا القوة الأساسية التي بها نستطيع تحقيق أعلى معدلات إنجاز نطمح إلي تحقيقها في مختلف مجالات حياتنا.
وقدَّم الدكتور الجاسر الشكر للأمير خالد الفيصل، ولضيوف البرنامج واللجنة المشاركة في مشروع “كيف نكون قدوة” اللواء المتقاعد علي الغامدي رئيس اللجنة وفريقه: العمدة عبدالصمد محمد عبدالصمد عمدة محلة اليمن والبحر، ومستشاري الجمعية الأستاذ زيد زارع، والأستاذ محمد الصبيح، والإعلامي محمد الراعي، بالإضافة إلى كل من: المستشارة ميمونة بلفقيه، والأستاذة خديجة باعبدالله، والأستاذة مريم البهلولي، والأستاذة ولاء حسن باحفظ الله، والأستاذ نبيل طاهر، والمصور الفوتوغرافي للجمعية محمد الشمراني، والمنسق الإعلامي لبرنامج “كيف نكون قدوة” لجمعية الثقافة والفنون مدير العلاقات العامة والإعلام الأستاذ موسى كالو ومنسوبي الجمعية.
وفي الختام أكد الجاسر أن الجمعية ستواصل مشاركتها في برنامج “كيف نكون قدوة” كونها تستهدف الشباب لتوعيتهم حول الممارسات الأخلاقية في شتى المجالات، لجعلهم قدوة للأجيال القادمة، وحثهم على التحلي بمكارم الأخلاق انطلاقًا من حديث المصطفي عليه الصلاة والسلام: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.