قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالله البعيجان – في خطبة الجمعة – : من كانت نيته صادقة في العزم على الصلاة في أحد الحرمين أو غيرهما من المساجد فتعذر عليه ذلك أو حال دونه أمر فصلى في بيته فإن أجره تام مكتوب له إن شاء الله , فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” وإنما لكل امرئ ما نوى ” , ” ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ” , ولما دنا من المدينة راجعا من غزوة تبوك قال : ” إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا شركوكم بالأجر ” , قالوا : يا رسول الله وهم بالمدينة , قال : ” وهم بالمدينة حبسهم العذر ” , فهنيئا لمن حبسهم العذر أجزل الله لهم العطية وأتم الأجر , وهنيئا لمن صدقوا الله في العزم والنيات , فرفع لهم الدرجات وحط عنهم الخطيئات.
ودعا خطيب الحرم الشريف إلى الحرص على كثرة تلاوة القرآن الكريم وعدم مزاحمته بالأجهزة والبرامج الملهية , وقال : القرآن أعظم ذكر لله , وترك قراءته هجر له , وإعراض عنه , كان السلف يحرصون على قراءة القرآن وسماعه وتدبره , ولهم أوراد يومية لا يفترون عنها خصوصا في هذا الشهر ” شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن “.
وأضاف : وأنتم في هذه الظروف التمسوا الدواء والاستشفاء بقراءة القرآن فإنه شفاء ورحمة للمؤمنين , اعتكفوا عليه في بيوتكم وفي خلواتكم وجلواتكم , اقرؤوه واسمعوه في سائر أوقاتكم , ومن شق أو تعذر عليه قراءة القرآن فليستمع إلى قراءته وتلاوته فإن المستمع شريك للقارئ في الأجر والثواب.
وقال : قيام الليل قربة لا يحافظ عليها إلا المؤمنون , وسنة لا يصبر عليها إلا المتقون , قال تعالى : ” الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ” , ووقت التهجد من الليل أفضل أوقات القرب , وهو وقت ينزل الله سبحانه وتعالى فيه إلى السماء الدنيا ينادي : هل من داع فأستجيب له ؟ , هل من مستغفر فأغفر له ؟ , هل من تائب فأتوب عليه ؟ , وهو وقت تفتح فيه أبواب السماء , ويستجاب فيه الدعاء , وأعظم قربة يتقرب بها المؤمن في هذا الوقت قراءة القرآن والصلاة , وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد , وأفضل القيام قيام رمضان فهو من آكد السنن , ومن أفضل النوافل , قال صلى الله عليه وسلم : ” من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه “.