خاضت السعودية عبر عقود معركة شرسة ضد التشويه الإعلامي المبرمج، وفق أجندة لها أهدافها، وظلت الأبواق المأجورة تتجاذب مع بعض القنوات الإقليمية والعالمية فبركة التهم ضد بلادنا، دون أن يثني ذلك السعودية عن مواصلة تقدمها وازدهارها، ولأن الأزمات تتجلى عندها الحقائق وتنقشع غيوم الأكاذيب جاءت جائحة كورونا "كوفيد-19" بكل رعبها، فأخلت بتوازن قوى عظمى، وباتت نجاحات السعودية وقيمها حديث العالم.
لقد أفاقت بعض شعوب العالم المخدوعة إعلاميًا على حقائق معجزة الصحراء التي تحولت إلى دولة عظمى، تتخطى الأزمات بثبات، وتتعامل مع المتغيرات بكفاءة وتصدِّر القيم من وحي كتاب رب العالمين وسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وأخلاق النبل التي تتوشح بها نفوس قيادتها وشعبها، لتؤكد في قراراتها أن الإنسان وحقوقه أولوية لدى القيادة السعودية مقدمة على كل الاعتبارات.
في جائحة كورونا شهد الأباعد والأقارب بإنسانية وكرم قيادة هذه البلاد في تقديم العلاج وإجراء الفحوصات مجانًا لشعبها وللمقيم على أرضها إقامة نظامية أو غير ذلك، وتحدَّث مسؤولون على مستوى رفيع عن تفضيلهم بقاء رعايا بلادهم في المملكة، لتميز الجانب الصحي بها وفاعلية القرارات التي اتخذتها لإدارة الأزمة.
وتواصل مشهد الإبهار ليرسم تساؤلات الإعجاب أمام الكيفية والرقي التي جرى بها إجلاء رعاياها من الدول الأخرى على نفقتها، وإكرامهم بإنزالهم في فنادق فخمة، وتوفير احتياجاتهم، وحفظ كرامتهم، وتأهيل نفسياتهم ليتعافوا أو ليتجاوزوا مرحلة اختبار سلامتهم من العدوى.
ومما زاد الذهول استضافة بلادنا لقمة دول العشرين (G20) في (12-22 نوفمبر2020) بنجاح وسط هذه الظروف التي شغلت العالم، كما اتسعت حدقة التساؤلات امام المليارات التي رصدت من أجل سلامتنا والحفاظ على نمط معيشتنا، وتحملت تبعات اقتصادية مراعاة للظروف الحالية، وأكمل دائرة التميز السعودي كفاءة إيقاع التقدم التقني والتكامل والتناغم بين الإدارات في تقديم الخدمات والتدرج المبرمج في إدارة الأزمة، فالدراسة مستمرة عن بعد عبر المنظومة الافتراضية، والأعمال تنجز تقنيًا، وحدود بلادنا آمنة، وشعبها مطمئن ولله الحمد.
إننا نشعر بكثير من الامتنان لقائدنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله-، كما نقدم الشكر لأمراء المناطق والوزراء والمسؤولين والعاملين في الخدمات الصحية والتعليمية والقطاعات الأمنية والخدمية التي تميزت برامجها خلال هذه الأزمة بتقديم الخدمات بكفاءة للمواطن والمقيم.
ولقد برهنت القيادة السعودية على حكمة قراراتها في التعامل مع هذه الجائحة وزاد تعلق السعوديين ببلادهم وقيادتهم، وأظهر العالم احترامه لقيم هذا البلد العظيم وكفاءة تعامله مع الكوارث، وستكون تجربة السعودية ما بعد كورونا أقوى وهجًا على صعيد التنافسية العالمية، وسيقدم المواطن نفسه باحترافية عالية في أداء متطلبات تلك المرحلة.
إن الآمال معقودة على مستوى وعي المواطنين والمقيمين في زيادة الحرص واتباع التعليمات للحفاظ على سلامتهم، وإغلاق صفحة هذا الوباء لتعود الحياة إلى طبيعتها قريبا بإذن الله، ودامت السعودية عظيمة بقيادتها وشعبها، سائلين الله أن يرفع هذا الداء عن بلادنا وبلاد المسلمين وعن أرجاء المعمورة، وأن يعم السلام هذا العالم. والله الموفق.
--------------------------------
*المستشار التعليمي بتعليم القنفذة