في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم بأسره وهذا الوباء الكوني الذي عم الكرة الأرضية بجميع قاراتها يصبح اتخاذ الاحترازات الوقائية مطلب ملح لجميع الحكومات والدول لكي تحمي رعاياها من هذا الفايروس الخطير المعدي واسع الانتشار الذي في ظل غياب هذه الاحترازات أو التأخر في اتخاذها أو الاستهتار بتنفيذها جعل بعض الدول تعيش كارثة إنسانية تهاوت معها جميع أنظمتها الصحية حتى لجأت بعض الدول مع تفاقم حجم الأعداد المصابة لما يعرف بطب الحروب فأضحت مستشفياتهم ومراكزهم الصحية تقدم الرعاية للاصغر سنا وتترك المسنين وأصحاب الأمراض والحالات الخاصة يصارعون من أجل البقاء حتى الموت.
في حين قامت حكومتنا الرشيدة حماها الله بتنفيذ الإجراءات الاحترازية بوضع خطة استباقية منذ بداية انتشار المرض بالتدرج مراعية لمقتضى الحال شاملة برعايتها الصحية جميع المواطنين والمقيمين وحتى غير النظاميين ممتدة رعايتها لكافة الفئات دون استثناء ممن هم بحاجة للرعاية مما قلص بعد إرادة الله سبحانه وتعالى من تفاقم هذه الأزمة.
وكان لوعي وتعاون المواطن وتعاطيه الإيجابى مع هذه الخطوات التي اتخذتها قيادتنا الحكيمة بالغ الأثر في الحد من تداعيات هذه الجائحة.
ولكن مجرد الأخذ بهذه الإجراءات الاحترازية ولزوم المنازل دون الرجوع إلى الله والتضرع إليه بإن يكشف هذه الغمة والتندر بمقاطع أو نكات على هذا الوباء أومصائب الآخرين في هذه الكارثة الإنسانية وبقاء الكثير من الممارسات السلبية في حياتنا دون تغيير وكأننا نمر بظرف عادي بسيط.
لهو والله عين الغفلة قال تعالى :(فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)الأنعام:43.
وقد يكون بسببه استمرار هذا الوباء لا قدر الله لمدة طويلة فيتحقق فينا قول تعالى : ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) الرعد:11.
ومع الحظر الذي أمر به ولي الأمر حفظه للحد من انتشار هذا الوباء
وانحساره بحول الله وقوته.
هناك الكثير من الوقت الذي بدل أن يستغل في الطاعات وتنوعها بين ذكر ونوافل وصيام وقراءة للقرآن كما قال الله تعالى :(( فإذا فرغت فانصب* وإلى ربك فارغب )الشرح :7_8.
وعند الدارمي عن أبي هريرة موقوفا : (إن البيت ليتسع على أهله ويكثر خيره وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين إذا قرأ فيه القرآن وإن البيت ليضيق على أهله ويقل خيره وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين إذا لم يقرأ فيه القرآن )
أو في قراءة ومطالعة لكل ما هو مفيد أو في بحث وكتابة أو إنجاز الكثير من الأعمال التي تراكمت بسبب التسويف.
أو ممارسة بعض الرياضات والالعاب الخفيفة والمسابقات مع الأبناء مما يقربنا لهم ويزيل كثير من الحواجز بيننا وبينهم أو قراءات في السيرة أو حياة الصحابة أو التأريخ أو القصص ذات المغزى التربوي النافع ولا بأس بمشاركتهم بعض الألعاب الباحة التي تخفف من وطأة هذا الظرف الطارئ الذي نمر به.
تجد البعض يقضون معظم أوقاتهم يتنقلون بين الألعاب والملهيات ومتابعة مالا يعود على الإنسان بنفع لا في الدنيا ولا في الآخرة.
وفي المقابل وكما هو منتشر في وسائل التواصل الاجتماعي قام سباق محموم بين الأمهات والزوجات والأخوات في مجال الطهي جزاهن الله خير الجزاء على ما يقدمن لأسرهن حتى لا يلجؤو للأكل من المطاعم والذي قد يكون بأيدي غير نظيفة ويكون سبب لا قدر الله في نقل المرض.
فلا تكاد تنتهي وجبة حتى تكون قد وضعت خطة للوجبات التي تليها من مختلف الأصناف وتحاول جاهدة الحصول على وصفات لطبخات جديدة من هنا وهناك حتى تنوع لأسرتها فلا يصابوا بالملل من طبخاتها وهذا جهد يذكر لهن فيشكر.
لكن إذا زاد هذا الأمر عن حده فماذا ستكون النتيجة؟
أجسام مترهلة وزيادة في الأوزان مع قلة الحركة ومزرعة خصبة للأمراض المزمنة من ضغط وسكر وكلسترول وخلافه لا قدر الله.
يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) . رواه الترمذي..
فتناول الطعام الصحي الغني بالفيتامينات بكمية معقولة ومناسبة.
مع ممارسة بعض الرياضة التي يمكن أن تؤدى في المنازل كالمشي والدراجه الهوائية والتمرينات الخفيفة كفيلة بإذن الله بالمحافظة على أجسادنا صحيحة مقاومة للأمراض مرتفعة المناعة.
فالمفترض استغلال مثل هذه الأوقات الثمينة وتوظيفها فيما يعود علينا بالنفع والفائدة في الدنيا والآخرة.
فكل نفس يخرج منا لا يعود والزمان لا يتوقف وكل يوم يمر من العمر لا يرجع.
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني.
وفقنا الله لاغتنام أوقاتنا واستدراك ما بقي من الاعمار
ووقانا شر الأوبئة والأمراض
وجعل عاقبة كل أمورنا خيرا.