تطالعنا الأخبار العالمية والمحلية ومواقع التواصل الاجتماعي والهيئات والمؤسسات الصحية بأخبار كورونا (كوفيد-19), منها ما هو موثوق المصدر ومنها ما لا يعدو كونه شائعة, ولاشك أن هذه الفترة تحتاج منا كمواطنين على اختلاف مواقعنا وأعمالنا, أن نستحضر خبراتنا ونوظف معارفنا ونتذكر بيعتنا لولاة أمرنا وما لهم من حق الطاعة ومن يمثلهم, ونكون لبنة بناء في جدار هذا الوطن المعطاء, وأمل وليس ألم له, فمع تعدد القرارات وتنوع الإجراءات لمنع التجمعات والحد من التنقلات وذكر سبل الوقاية الصادرة من جهات مختلف سواء من وزارة التعليم أو الصحة او الداخلية ..الخ ، ألا يعني ذلك أهمية الموضوع ؟! نعم ليس بالشكل الذي يهول الوضع , أو العكس الذي يسطحه، لكنه بالصورة التي تضع الأمر في نصابه، أليس من حق من وُلي أمرنا أن نطيعه أكان في التعليم أم في الصحة أو الداخلية ...؟!. والمتأمل فيما صدر من قرارات أو توجيهات من مختلف أجهزة الدولة يشعر بالفخر كونها قرارات مؤسسية صادرة بشكل تكاملي وضعت إنسان هذا الوطن ومن يعيش على أراضيه أولوية لا مقدم عليها ولا شيء يماثلها, ومن جانب آخر إجراءات تضاهي بل تتجاوز كثيراً من دول العالم بعامة والأوروبية بخاصة, غير أن نجاح تلك القرارات والإجراءات الاحترازية يعتمد في المقام الأول على وعي المواطن والمقيم وهو ما يعول عليه, فنجاح أي خطة يحتاج لتظافر الجهود وتكامل الأدوار والوعي المجتمعي على اختلاف المواقع فكلنا على ثغر، لنكن نحن التغيير الذي نريد، لنترك الانتقال بين قرانا ومدننا لغير حاجة ملحة, لنوظف التقنية ونستثمر إمكاناتها في إنجاز أعمالنا وقضاء حوائجنا, لنؤجل مراجعتنا لأي دائرة أو جهة يمكن تأجيلها ولنستخدم البدائل الإلكترونية وخدمة المستفيد في إنجاز ذلك ما أمكن, لنبني بعض العادات الإيجابية لدى الأسرة المرتبطة بالجوانب العقلية كالقراءة والصحية كالمشي في الأماكن المفتوحة التي ليس بها تجمعات, لنعي دورنا في رفع مناعة أبنائنا من خلال تغذية سليمة و تنظيم لمواعيد نومهم واستيقاظهم , لنمنع ذهابنا للمولات و الأسواق و أماكن التجمعات, لنستثمر فترة جلوسنا بمنازلنا في تقويم سلوكيات الأبناء, ودعم تعلمهم من خلال المواقع والقنوات الرسمية المتاحة, لنزيد من ترابط الأسرة وننمي مهارات الحوار منطلقين مثلاً من هذا الحدث وكيفية التعامل معه ودورنا في ذلك, لننمي بهم حس المواطنة الحقة, لنعاود صياغة حياتنا بالصورة التي نتمناها فهذه فرصة حقيقية لذلك, لنكن ايجابي الطرح موضوعي التعامل عوناً للمسؤول نغتنم التحديات و نصنع منها فرصة لإظهار الوجه المشرق لإنسان هذا الوطن، لتكن جوالاتنا وما ينطلق منها باعثاً للتفاؤل داعماً للإيجابية معينًا لمتخذ القرار، مقبرة لكل شائعة ، يزيد اللحمة ويوحد الصف و يجمع الكلمة و يصنع الفرق، يشكر كل فاعل ويحفز كل مستحق و يظهر كل جميل، لنكن مركز ثقل قادة فكر وأصحاب رأي مبادرين أقوالاً وأفعال في كل موقع وجدنا فيه فعلياً أو افتراضيًا , الهدوء صفة كل متزن لنكن كذلك , حفظ الله البلاد والعباد وأمد ولاة الأمر بعونه وتوفيقه وأعانهم لاتخاذ كل ما من شأنه أن يديم علينا الأمن والأمان في ظل قيادتهم الحكيمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مدير مكتب تعليم حلي بالقنفذة