سلَّم معالي وزير التعليم العالي الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، جائزة الملك عبدالله بن عبد العزيز للترجمة للفائزين بها، وذلك خلال الحفل الذي أقامتة مكتبة الملك عبد العزيز العامة احتفاء بهذه المناسبة، مساء اليوم الأربعاء، بحضور عدد كبير من المثقفين والكتاب الفائزين بالجائزة في دورتها التاسعة للعام 1440هـ – 2018م، بقاعة الندوات بالمكتبة.
وأكد معالي وزير التعليم خلال كلمتة بهذه المناسبة على أن الاهتمام والرعاية الكريمة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- بالعلم والعلماء وبالنهضة المعرفية والحضارية للمملكة العربية السعودية يسطع أمامنا بوضوح وجلاء، وفي كل الأنشطة والفعاليات التي تمر بنا في هذا العهد الزاهر نتيقّن أن مملكتنا الغالية تمضي مستنيرة برؤية المملكة (2030) في طريقها الحثيث نحو المستقبل، صوب رؤية حضارية غير مسبوقة في الاهتمام الكبير بالثقافة والعلم والمعرفة، وبالتطوير الشامل في مختلف جوانب الحياة.
وأشار معالي وزير التعليم أن الجائزة تصل الروابط الإنسانية عبر ثقافة التفاعل بين اللغات، وثقافة الحوار الإنساني، وبين أنموذج وأنموذج، وبين مؤلف ومترجم ما يؤدي إلى ازدهار التعايش ويُرسخ قيم التعرّف على الآخر، واحترام منجزه وثقافته، مبينًا أن العلاقة بين الترجمة والمعرفة وطيدة في جانب التفاعل الحضاري، وربما كان لتعدد الألسنة حكمة إلهية مثيرة للفضول المعرفي، ولتحفيز الشعوب للاطلاع على ثقافة بعضها بعضًا.
وبيَّن أن الترجمة جسر وثيق بين ثقافات الألسنة واللغات المختلفة، والنظرة التاريخية تبرهن لنا أن الحضارات تُبنى على العلم والمعرفة، وأن الترجمة كانت تشكل فيها اللبنة الأولى في البناء الحضاري لأي مجتمع إنساني، فقد نهضت الحضارة العربية الإسلامية على ترجمة العلوم والمعارف والفلسفة والآداب من اللغات الأخرى، لا سيما اليونانية واللاتينية ، كذلك فإن الحضارة الأوروبية لم يكن لها أن تتوهج إلا بعد ترجمة العلم والفكر العربي الإسلامي منذ تأسيس بيت الحكمة في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد ثم ازدهرت في عهد الخليفة المأمون وهذا يبين دور الترجمة الكبير في الاتصال بالعالم.
ودعا معالي الدكتور حمد آل الشيخ إلى العناية بالترجمة حيث قال: “أدعو جامعاتنا ومراكزها البحثية وكراسيها ومجلاتها العلمية وأعضاء هيئة التدريس إلى العناية بترجمة الجديد من الدراسات والبحوث العلمية من اللغات كافة، بما يحقق قيمة مضافة لرصيدنا المعرفي والعلمي، ويخدم توجه بلادنا نحو الاستثمار في اقتصاد المعرفة”.
وأشار معاليه إلى أن إتقان لغة عالمية أصبح ضرورة من ضرورات الحياة والعمل، وهو ما نصبو إلى إنجازه في وزارة التعليم في مختلف المراحل التعليمية، خاصة مع ما تحققه المملكة العربية السعودية في عالم اليوم من ريادة وتقدم ومكتسبات، نرى ملامحها في منجزات عالمية كبرى تبرهن على مكانتنا وتقدير العالم لنا ونحن نترأس هذا العام مجموعة العشرين، التي تعد أكبر مجموعة اقتصادية في العالم.
واختتم معاليه كلمته بتوجيه أجزل الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين -حفظهما الله- للاهتمام بالترجمة وتحفيز المبدعين إلى تقديم الأعمال الجليلة التي تسهم في نهضة المملكة والوطن العربي.
كما أعرب عن شكره لمكتبة الملك عبد العزيز العامة على دورها في احتضان هذا الجسر المعرفي الحضاري الذي يرصف سبل التفاعل بين اللغة العربية واللغات العالمية، وقدم التهنئة للفائزين بالجائزة بمختلف فروعها، راجياً من الله تعالى أن يوفق كل الجهود العلمية المضيئة في سماء الحضارة بمختلف مجالاتها.
من جانبه عبر معالي المشرف العام على المكتبة الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر خلال كلمته بالحفل عن جزيل شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين -حفظه الله- على دعم ورعاية الثقافة والمثقفين ومنها مشروعات المكتبة المحلية والعالمية رافعاً الشكر لسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – وفقه الله- لبناء جسور التواصل الحضاري بين الشعوب وتفعيل الاتصال المعرفي بين الثقافات والحضارات، انطلاقًا من رؤية المملكة 2030.
ورحب بالحضور من الفائزين والمثقفين والكتاب منوهًا بأن جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة تهدف إلى إثراء المعرفة بمحتويات كنوز الإبداع الفكري من ثقافات وحضارات العالم المتنوعة، التي من المؤكد بجانب نقلها المعرفة والخبرات والتجارب البشرية وإسهامها في التقدم العلمي؛ فإنها تعد من أرقي درجات التعارف التي أمر بها خالقنا في القرآن الكريم.
وأكد أن إطلاق الجائزة جاء متناغمًا مع تنامي حركة التأليف والترجمة والنشر واتساعها في مختلف دول العالم.
وبين معالي الأستاذ فيصل بن معمر أن الجائزة قد أحدثت على مدار تسع دورات؛ حراكًا علميًا ومهْنيًا نوعيًا عالميًا في مجال الترجمة من اللغة العربية وإليها؛ وفتحت آفاقًا واسعة أمام المفكرين والمبدعين؛ لترجمة إنتاجهم، والإسهام المباشرة في عملية التواصل المعرفي والعلمي، فضلاً عن التواصل الفكري والثقافي والإبداعي؛ حتى باتت كيانًا علميًا عالميًا بارزًا؛ وحازت القدرة على استقطاب ترشيحات كبريات الجامعات والمؤسسات العلمية والأكاديمية العالمية؛ ومشاركة أفضل المترجمين في العالم فضلاً عن تقدير أهميتها في تنشيط حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها، واستثمار ذلك في تعزيز فرص الحوار الحضاري والإفادة من الإبداع العلمي والفكري.
وأكد على أن الجائزة ستقوم بالعمل في الدورات المقبلة لترجمة عدد من الأعمال الفكرية والعلمية من اللغة العربية إلى اللغة الصينية ومن اللغة الصينية إلى العربية؛ مواكبةً لإعلان وزارة الثقافة؛ الاحتفاء بالصين ضيف شرف لعامنا الثقافي 2020م.
فيما استهل ببيان الجائزة الذي ألقاه أمين عام الجائزة الدكتور سعيد السعيد مبينًا فيه أعداد المشاركين وعدد الترشيحات للجائزة وبيان أسماء الفائزين بها عبر مجالاتها الستة، وأوضح البيان أن مجلس أمناء الجائزة قرر بعد استعراض تقرير اللجنة العلمية للجائزة في دورتها التاسعة للعام 1440هـ – 2018م منح الجائزة في فروعها الستة وهي: جائزة الترجمة في مجال جهود المؤسسات والهيئات, والترجمة في مجال العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى, والترجمة في مجال العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية, والترجمة في مجال العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية, والترجمة في مجال العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى, والترجمة في مجال جهود الأفراد ،حيث استقبلت الأمانة العامة للجائزة في دورتها التاسعة عدداً من الترشيحات في مجالات الجائزة،فقد بلغ العدد الإجمالي للترشيحات “134” ترشيحاً ما بين عمل مترجم ومؤسسة ومرشح لجهود الأفراد، وذلك في “8” لغات توزعت على “104” أعمال، بالإضافة إلى المؤسسات والهيئات المرشحة، وقد جاءت الترشيحات من “23” دولة وشارك في تحكيم هذه الدورة “47” محكّمًا ومحكمة.
وفاز بجائزة مجال “جهود المؤسسات والهيئات” مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية, بينما حُجبت الجائزة الخاصة بمجال “العلوم الطبيعة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى”، لأن الأعمال المقدمة لا ترتقي إلى مستوى معايير نيل الجائزة, فيما فاز بجائزة مجال “العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية” كلٌّ من الدكتور هيثم غالب الناهي عن ترجمته كتاب “فيزياء تكنولوجيا المعلومات” من اللغة الإنجليزية, والدكتور حسين محمد حسين والدكتور ناصر محمد عمر عن ترجمتهما كتاب “النانو: المواد والتقنيات والتصميم.
وحُجبت جائزة مجال “العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى” لضعف المستوى العلمي للأعمال المتقدمة، وعدم استيفائها معايير وشروط المنافسة على نيل الجائزة, بينما فاز كل من الدكتور هشام بن إبراهيم بن عبدالله بن سلمان الخليفة عن ترجمته كتاب “نظرية الصلة أو المناسبة في التواصل والإدراك”, والدكتور سعد بن ناصر الحسين عن ترجمته كتاب “طرق البحث الأساسية في الجغرافيا” إلى اللغة العربية بجائزة مجال “العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية”.
كما فاز مشاركة كل من البروفيسور عبدالعزيز حمدى عبدالعزيز النجار “مصري الجنسية” والبروفيسور محمد خير البقاعي من سوريا ومحمد طلعت أحمد أحمد الشايب من مصر بالجائزة في مجال “جهود الأفراد”.
وأكد أمين عام الجائزة الدكتور سعيد السعيد أن المكتبة والجائزة تحظى بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله – وتسهم في تشكيل القيم الثقافية التي تطل بها المملكة على العالم، وتؤكد على قيمة الوعي المعرفي في التواصل مع مختلف الثقافات، وتسعى إلى فتح النوافذ العلمية والمعرفية بين اللغة العربية واللغات العالمية الأخرى من أجل التعرف على مختلف مشاهد التطور الحضاري والعلمي والإبداعي في عالم اليوم.
وقد عبر عدد من الفائزين بجائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة عن ابتهاجهم بالجائزة وما تقوم به من وصل حضاري لمختلف الثقافات الإنسانية، فيما ثمنوا جهود المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – في العمل على التجسير الحضاري بين الأمم والشعوب عبر الترجمة بوصفها نافذة معرفية مفتوحة يسهم الفكر والعلم والبحث المنهجي في إضاءتها وإيصالها لمختلف الأمكنة، مؤكدين تقديرهم الجائزة ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة.
وأشاد مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية الدكتور جمال سند السويدي بالدور الذي تمثله الجائزة عالميا حيث أوضح أن جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أكبر الجوائز العالمية في مجال الترجمة، وتمنح للأعمال المتميزة، وهي تحظى باهتمام عالمي، حيث تشارك فيها أعمال من مختلف دول العالم، ومن ثم للجائزة مكانة مرموقة عالميًا.
وأضاف: “أما شعوري بعد فوز مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية بالجائزة فهو شعور يبعث على الفخر والاعتزاز، وهذا دليل واضح على قيمة الأعمال التي يقوم بها المركز في مجال الترجمة، وخاصة أنها تنافس آلاف الأعمال المهمة التي تشارك في الجائزة سنويًا، وقد أسهم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية عبر تاريخه في ترجمة الفكر العلمي المتقدم وإيصاله إلى القارئ العربي في المجالات المختلفة، التي شمل بعضها الفضاء الإلكتروني، والحروب عن بعد، وتكنولوجيات الطاقة، والذكاء الاصطناعي، والطائرات بدون طيار، وعلوم المواد المتقدمة، وغيرها الكثير”.
ورأى أن الجائزة مفتوحة على كل المعارف، حيث تغطي العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية أيضًا، ومن ثم تُقدم إليها أعمالا ثقافية عربية وعالمية من مختلف مجالات المعرفة الإنسانية، ومن ثم فهي تسهم بشكل كبير في تعزيز المشهد الثقافي عربيًا وعالميًا، وتتيح الفرص للتعرف على تجارب الآخرين وثقافاتهم ومعتقداتهم والقيم التي تسود بينهم، والأهم الاستفادة منها.
وقال الدكتور ناصر محمد عمر الفائز بالجائزة في مجال ترجمة “العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية”: “تحظى جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- العالمية للترجمة باهتمام عالمي كبير في الأوساط الأكاديمية، نظرًا لمكانتها المتميزة بين الجوائز العالمية في مجال الترجمة”.
وأضاف: “إن اهتمام الجائزة بالباحثين والمترجمين والاحتفاء بهم حفزهم على إنجاز أفضل الأعمال مما كان له الأثر البالغ في تنشيط حركة الترجمة، وفتح آفاق التواصل والتقارب بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى. ولقد غمرني الشعور بالفرحة والسعادة عندما علمت بفوزي بهذه الجائزة العالمية الكبيرة، التي تمثل حلمًا لكل مترجم، نظراً لتميز الأعمال المتقدمة لهذه الجائزة وقوة المنافسة بينها. ولا يسعني إلا أن أتوجه بخالص شكري وامتناني إلى كل القائمين على الجائزة”.
ورأى أن هناك علاقة وثيقة بين التقدم الحضاري وحركة الترجمة، فكلما زاد حجم الأعمال المترجمة في الدولة، كلما تقدمت الدولة حضاريًا أكثر، ولذلك، تجد أن أزهى عصور الحضارة العربية هي تلك العصور التي ازدهرت فيها حركة الترجمة وتوسعت بدرجة هائلة.
وقال البروفوسور محمد خير البقاعي الفائز بالجائزة في مجال جهود الأفراد مناصفة: “عايشت جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة منذ انطلاقتها محكما مرات عديدة ومرشحا مرتين وفائزا والحمد لله”.
وأضاف البقاعي: “إن هذه الجائزة هي أدق تعبير عما كان يصبو إليه الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- من إرادة الحوار بين أتباع الديانات والحضارات واهتمامه بالتفاعل البشري والتطوير الثقافي انطلاقًا من مدرسة الملك المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- وتتويج تلك المسيرة الخيرة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-“.
وتابع البرفوسور البقاعي: “كنت شأني شأن غيري من المثقفين العرب والمسلمين والغربيين نرى في هذه الجائزة نزوعا إلى السلام والاعتدال ونبذًا للتطرف والتشدد وبوابة للتفاهم ونبذا للإرهاب بكل أشكاله، واليوم وأنا أحد المتوجين بهذه الحائزة أشعر بالفخر لما تحمله الجائزة من المعاني التي أشرت إليها، فهي وسام فخر أن تصدر من بلاد الحرمين وحصن العروبة والإسلام المملكة العربية السعودية بقيادتها وشعبها -حفظه الله-“.
وقال الدكتور هشام بن إبراهيم الخليفة الفائز بالجائزة في مجال العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية: “أنا مسرور جدًا ليس لمجرد فوزي بالجائزة وإنما مسرور أيضاً لأجل المغفور له جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز مؤسس الجائزة، ولأجل أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- لدعمه الجائزة، ولأجل كل المسؤولين القائمين على تسيير الجائزة، لأن أجر نشر العلم لا حدود له، جعل الله ذلك في ميزان حسناتهم أجمعين. إن العلم وحده لا يكفي وإنما المهم إيصاله إلى الآخرين لينتفعوا به”، مؤكدًا أن مجالات الجائزة واسعة وكافية وتغطي أغلب الأنشطة الثقافية تحت بابين عريضين هما العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية وأقترح إضافة العلوم الرياضية إلى الطبيعية.
وتابع: “كما أقترح انشاء فرع آخر للجائزة يشمل الإبداع في التأليف وليس الترجمة، على أن تكون الأعمال المؤلفة مما يخدم الثقافة العربية والإسلامية ويشجع على رؤية شاملة للثقافة تستوعب ثقافتنا وثقافة الآخر”.
وعبَّر الدكتور سعد بن ناصر الحسين الفائز بالجائزة في مجال العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية “مناصفة” عن سعادته وتقديره الجائزة، وقال: “تلقيت بحبور وببالغ الفرحة والسرور نبأ فوزي بجائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة في مجال العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية عن ترجمة كتاب “طرق البحث الأساسية في الجغرافيا”، ومما لا شك فيه أن بلوغ الشخص مرامه في الحصول على جائزة عالمية بمستوى جائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة تعد مفخرة وأي مفخرة، لقد تشرفت بها وزادتني قناعة بأن على كاهلي واجب القيام بالمزيد”.
وأشاد الدكتور هيثم الناهي الفائز بالجائزة في مجال “العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية” بالجائزة ودورها في إثراء المحتوى العربي وتطويره، معبرا عن غبطته قائلًا: “الشعور بالفوز بالجائزة أعده شيئًا ثمينًا، بل من أثمن ما يوده المرء في حياته العملية لأنه تثمين لجهود باحث وكاتب نسيته أمته ولم تعتبر لوجوده أساسا في الإسهام في مسارها، وحين أتحدث عن ذلك فهي حقا غصة كبيرة في داخلي وفي شخصيتي العلمية الثقافية. فشهادات الدكتوراة الثلاث التي أحملها “التبولوجي الجبري، والذكاء الصناعي، والهندسة الوراثية”، والبحوث التي تجاوزت 283 بحثًا علميًا و23 مؤلفًا باللغتين العربية والإنجليزية وترجمة 16 كتابًا ومراجعة 75 كتابًا بصورة نصية، كلها قبل الجائزة جعلتني أشعر باليأس واعتزال الحياة بلملمتها، وحين جاءت الجائزة عرفت أن هناك أناسًا يستحقون أن نعيش من أجلهم لأنهم يتابعون العلوم وباحثيها ويميزون بين الإنجاز، فحمدت الله على هذه النعمة، ودعوته أن يوفقهم ويسدد خطاهم للاستمرار بهذا الجهد المحفز للعلماء”.
وقال حسين محمد حسين الفائز بالجائزة في مجال “العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية” “مناصفة”: “الجائزة هي أكبر تشريف وتكريم للأعمال المترجمة والمترجمين في الوطن العربي، وعندما أرى هذا الاحتفال الكريم والاحتفاء بالمترجمين والجهود التي قاموا بها في مجال الترجمة أدرك أن المملكة العربية السعودية “بلدي الثاني التي أحبها كثيرًا” تسير بخطوات واثقة لأن تكون من دول العالم القوية، وتثبت خطاها بقوة في مجتمع القوة المعتمدة على المعرفة، وأنا لا أخفي شعوري بالفرحة والسرور بهذا التشريف والتكريم بحصولي على هذه الجائزة من دولة عظيمة أحبها كثيرًا”.