تابع المهتمون بالشأن السياسي زيارة الرئيس الروسي إلى السعودية وما انبثق عنها من إعادة الحرارة إلى العلاقات بين البلدين التي أثمرت اتفاقيات ثنائية شملت عدة مجالات أهمها مضاعفة الاستثمارات في الاتجاهين.
فتنوع مصادر الاستثمارات يمنح المملكة هامشًا من الاستقلالية وينأى بها عن التبعية للأصدقاء التقليديين كأمريكا وغيرها فتحصل على شتى أنواع الأسلحة التي من شأنها إفشال الهجمات العبثية للحوثيين الخاسرين الأكبر من العلاقات السعودية الروسية.
وإذا واصلت المملكة رؤيتها السياسية الاستراتيجية على هذا النسق، فقد تكون رائدة في نظرتها الاستشرافية التي بدأت تظهر بوادرها بأنها قوة إقليمية وقاطرة لدول المنطقة فينتج عن ذلك محور جديد يستقطب دولا خليجية وغيرها لتكون حجر عثرة أمام التوسع الإيراني للحد من أطماعه في الهيمنة على الممرات والمنافذ البحرية.
فباستطاعة السعودية قلب كل الموازين لصالح منطقة الخليج، وكل عربي يعتز بمواقفها الجديدة وبتوخيها لدبلوماسية حديثة، متنوعة والتي سيكون لها دورا بارزا في السياسات المستقبلية للمنطقة.