بدايةً نحمد الله تعالى الذي منّ على ضيوف الرحمن باستكمال أداء هذه الفريضة العظيمة بكل يسر وسهولة، ونرفع أسمى آيات التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ولسمو وزير الداخلية ولمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة على نجاح موسم الحج لهذا العام ١٤٤٠هـ ، وما كان لهذا النجاح الباهر أن يتحقق إلا بجهود المخلصين من أبناء الوطن الغالي الذين لم يخيبوا ثقة قيادتنا الرشيدة حيث نفذوا التوجيهات وأدوا المهمة بكل إخلاص وتفاني واقتدار كل في مجاله، وكل هذه التسهيلات والخدمات والرفاهية التي ينعم بها حجاج بيت الله الحرام لم تكن لتتم لولا التخطيط المسبق والاهتمام بأدق التفاصيل وتكامل الأدوار بين كافة قطاعات الدولة المشاركة حيث تنافس الجميع على تقديم أفضل وأرقى الخدمات لضيوف الرحمن، وبالاضافة إلى الوزارات والإدارات المعنية، رأينا أبناءنا من أشبال الكشافة يشاركون في تقديم كل مافي وسعهم لخدمة الحجيج.
وطوال موسم الحج تتوالى الصور المشرقة التي تعكس سمو الأخلاق والرقي في التعامل من قبل أبناء الوطن المجندين لخدمة ضيوف الرحمن والذين أبهروا العالم بهذه الروح الجميلة في التعامل مع حجاج بيت الله مستشعرين واجبهم الديني والوطني في هذا الموسم العظيم ، ولعل أحد هذه الصور المضيئة ما فعله ذلك الجندي عندما رفض هدية قُدمت له معتزاً بواجبه وما هو إلا نسخة من قرابة النصف مليون، من أبطالنا الذين يسهرون على أمن وراحة الحجاج، فلهم منا أصدق الدعاء وعظيم الشكر والامتنان فقد اثبتوا لقيادتهم أنهم على قدر المسؤولية وقاموا بواجبهم باحترافية عالية فبمثل هؤلاء نفخر ونعتز.
وتثبت المملكة العربية السعودية عاماً بعد عام قدرتها الفريدة على إدارة وإنجاح هذا الحدث العظيم حيث سخرت الإمكانات المادية والبشرية لراحة وخدمة قاصدي بيت الله الحرام فحفظك الله يا موطني وأدامك الله فخراً لكل المسلمين.