العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين، تُستخدم على نطاق واسع لعلاج الألم ولا تتطلب وصفة طبية، ولكن الدراسات الحديثة تشير إلى أنه يمكن أن تكون لهذه الأدوية آثار جانبية خطيرة إذا ما استخدمت بانتظام؛ حيث تم ربطها بمشاكل في الكلى والعظام والسمع والقلب. وبالنسبة للأشخاص الأصحاء الذين يعانون آلامًا عرضية، يرى الخبراء أنه لا حرج في استخدام مثل هذه العقاقير لتخفيف الألم، ولكن الاستخدام طويل الأمد لن يكون فكرة جيدة، خاصة عندما تكون البدائل متاحة.
وحسب الخبراء، فإن هذه المسكنات لا تعمل دائمًا بشكل جيد، الأمر الذي قد يدفع الناس إلى تناول جرعات أعلى وأعلى في وقت يتعين عليهم فيه اللجوء إلى علاجات أخرى، أو التفكير في أساليب لعلاج المشكلة الأساسية التي أدت لمثل هذا الألم، بدلًا من الاستعانة بمسكنات تُستخدم لمختلف أنواع الألم، ولذلك يقدمون بعض الأشياء التي يمكن تجربتها بدلًا من استخدام هذه المضادات.
1 – على عكس الإيبوبروفين، فإن الأسبرين الذي لا يحتاج إلى وصفة طبية لا يرتبط بمشكلات القلب، وفي حين أنه من مضادات الالتهاب إلا أن الدراسات وجدت له تأثيرًا وقائيًا، ومع ذلك فقد يتسبب في حدوث نزيف في المعدة وتقرحات، ولذلك يلزم استشارة الطبيب.
2 – فيما يتعلق بالتهاب المفاصل والحالات ذات الصلة، تُظهر الدراسات أن أحماض أوميجا 3 الدهنية، الموجودة في الأسماك ومكملات زيت السمك والمكسرات والبذور، قد تساعد في تخفيف الألم والالتهابات، ولذلك فإن اتباع نظام غذائي غني بالأسماك والفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، قد يخفف الألم في جميع أنحاء الجسم؛ على الرغم من أنه من غير المرجح أن يحل محل أدوية الألم تمامًا، ولكن إذا اعتدت تجنب الأطعمة التي تشجع الالتهاب وتناول الأطعمة التي تساعد على تقليله، فقد يكون ذلك مفيدًا.
3 – على الرغم من المراجعة الأخيرة، التي أثارت تساؤلات حول فوائد الكركمين- المركب النشط في الكركم- فإن الأشخاص الذين يسعون لتخفيف الآلام قد لا يزالون يريدون تجربة إضافة التوابل الصفراء إلى نظامهم الغذائي؛ حيث لها خصائص مضادة للالتهابات، وهناك بعض الدراسات الصغيرة التي تظهر فوائده لمرضى الروماتويد، وغيره من أشكال التهاب المفاصل، فهو آمن بالكميات المستخدمة في الطهي وتناول الطعام، طالما أنك لا تمانع هذا المذاق.
4 – ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، هي وسيلة جيدة لدرء الألم المزمن وتقليل الأعراض إذا تطورت؛ لكن بعض أنواع الحركة والتمارين قد تكون أكثر فائدة من غيرها، وحسب الخبراء فإن التمارين حتى لو لم تقلل من الألم، فقد تساعد الناس على التعامل معه بشكل أفضل، ومن بين التمارين الموصى بها السباحة واليوجا والتأمل، وفي إحدى الدراسات التي أجريت عام 2016، كان الأشخاص الذين مارسوا التأمل لمدة 20 دقيقة يوميًا أقل تفاعلًا مع الحافز المؤلم، ولم يشمل البحث الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن، لكن الباحثين قالوا إنه قد تكون له إمكانات كبديل عن عقاقير ومسكنات الألم، فإذا كنت تتأمل فأنت تساعد عقلك على الاسترخاء، وقد يساعد ذلك في تقليل التركيز على الألم أو الانتباه إلى المنبهات، لذلك من المنطقي أنه قد يساعد الأشخاص على الشعور بالتحسن.
5- الحرمان المزمن من النوم يمكن أن يحسّن من حساسية الألم، كما أن جرعة من الكافيين يمكنها عكس تلك الآثار مؤقتًا، وقد أشارت الدراسات إلى أن البقاء مستيقظًا لفترات طويلة يمكن أن يخفض مقاومة الأشخاص للألم، وأن ما يعادل بضعة أكواب من القهوة قبل التمرين يمكن أن يقلل من الألم العضلي، بمعنى أنه إذا كنت تعاني ألمًا مزمنًا ولم تكن تنام بما فيه الكفاية، فمن المحتمل أن يكون الألم أكبر بسبب ذلك، ومع ذلك يجب أن يكون الناس حذرين إذا كانوا يعتمدون على مادة الكافيين، فقد تساعد القهوة في الصباح على تخفيف الألم، ولكن إذا كنت تعاني من ذلك في وقت متأخر جدًا من اليوم، فقد تجعل نومك وألمك أسوأ.