في الوقت الحالي يعد تطبيق (سناب شات) من أهم وسائل التواصل الاجتماعي لدى الناس، حتى أنها أصبحت وجهتهم الأولى سواء عند الاطلاع أو لمجرد الترفيه عن النفس، ولا ننكر أن حياة المشاهير الباذخة جعلت الكثير يزهد في حياته الخاصة.
لأنه وقع في مرض النظر لما يمتلكه الآخرين ونسيان ما يملكه! وهذا ما جعل الكثير يفقد لذة الاستمتاع بأمور حياته الخاصة.
وكغيره من التطبيقات له جانبين: الإيجابي والسلبي.كما أرى شخصياً بأن المساؤى قد طغت على الإفادة الممكن حصولها.
اعتراضي هنا لا يكمن على فكرة التطبيق نفسها، بل في اختيارنا لمن نتابع؟ ولماذا نتابعه؟ وما النتيجة المستفادة من ذلك المتابع؟
فمن الجهل أن نطلق على كل من ظهرت صورته أو حتى مجرد صوته بالمشهور. مصطلح (مشهور) قد يختلف تعريفه من شخص لآخر، من وجهة نظري يمكنني تعريفه بأنه الشخص المعروف لدى كثير من الناس والذي يحاول تقديم أفضل ما لديه للمتابع ليس فقط من أجل الثناء أو تداول مقاطعه بل لإفادة المجتمع بشكل عام، والمشهور حقيقة هو الذي يحرص ألا يصله النقد على محتواه.
ولا ننكر بأن هوس الشهرة طاغي لدى الناس، والأغلبية تتمنى بأن تكون محل الشخص المشهور ليس لذاته وإنما من أجل أن تحظى بالإمكانيات المتوفرة لديهم، مثل السفر متى أرادوا للوجهة التي يرغبون بها، والمنازل ذات التصاميم الفاخرة ولا ننسى المطاعم ذات المبالغ المدفوعة مسبقاً! وغيرها الكثير من أمور الرفاهية التي جلبوا اموالها من (الإعلانات) أي ليس بجهد منهم.
كما أن للإنسان الحق في الخصوصية سواء في أموره الشخصية أو العائلية، ولكن المشاهير أو كما يدعون تخلوا عن هذا الحق في مقابل حصولهم على أكبر عدد من المتابعين الذين في النهاية سيكونون السبب في جنيهم لأموال طائلة من خلال الإعلانات التي تفتقد للمصداقية!
وانتقلت عدوى الشهرة إلى الأطفال ايضاً، فهل يعقل بطفلة لم تتعدى سن الثانية عشر بأن تقتدي بمن هم يكبرونها سناً في طريقة وضع المكياج أو حتى فيما يرتدون ويفعلون، حتى أن الأمر قد وصل بأن تكون هي الناصحة لهم! العتب هنا يكمن على أهاليهم الذين اعمت اعينهم نتائج الشهرة وطغت عليهم الرفاهية حيث انستهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”.
في النهاية وعلى الرغم من المساؤى الكثيرة التي جناها المجتمع من مشاهير (سناب شات) لا ننكر حقيقة وجود أشخاص يستحقون الشهرة فيما يقدمون، وهذا يرجع عليك أيها المتابع، فانتقائك لمن يستحق أن يضيع وقتك على مشاهدته ينعكس عليك شخصياً. لذا من المهم والضروري بأن نقوم بالاختيار الصائب وأن نتوقف عن “جعل الحمقى مشاهير”! ونقول لهؤلاء “بأن يرتقوا بأنفسهم عن سفاسف الأمور فإن القاع مزدحم”.