أكد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف “تحالف دعم الشرعية في اليمن” العقيد الركن تركي المالكي, أن المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران استغلت كل مقومات الجيش اليمني والقدرات العسكرية للحكومة اليمنية ومقومات الشعب اليمني من خلال ممارسة كل أنواع العمليات الإرهابية تجاه المواطنين داخل اليمن وخارجها مهددة بذلك الأمن الإقليمي ودول الجوار والمقدسات الإسلامية بدعم أنظمة ثورية توسعية لا سيما أن تلك المليشيات هي إحدى أذرع للنظام الإيراني مما يحتم المسؤولية على التحالف لإيقاف ووصول هذه التنظيمات والجماعات الإرهابية, حيث لا يزال الخطر على المدى القريب والمدى البعيد لو انتقلت مثل هذه القدرات العسكرية والصاروخية على وجه التحديد إلى الأنظمة بشكل أكبر مما يؤدي إلى التهديد الكبير للأمن الإقليمي والدولي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي لقيادة القوات المشتركة للتحالف الذي عُقد مساء اليوم في الرياض, حيث أوضح العقيد المالكي أن التصرفات الحوثية والقدرات التي تصلهم من النظام الإيراني وأعمالهم الإجرامية أطالت أمد الأزمة اليمنية ومعاناة الشعب اليمني الشقيق والتي لولاها لانتهت العمليات العسكرية والتقارب بين الأطراف اليمنية والوصول إلى حل سياسي يحفظ لليمن مقدراته ويعيده إلى أفضل مما هو عليه الآن, محملاً النظام الإيراني مسؤولية إطالة الأزمة من خلال دعم تلك المليشيات, وأن المسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي ومجلس الأمن والدول العظمى في استمرار الأزمة التي كان ضحيتها الشعب اليمني.
وقال: “نعلم منذ بداية العمليات العسكرية أن هناك قدرات محدودة للجيش الوطني اليمني تمكنت المليشيات الحوثية في انقلاب 21 سبتمبر 2014 م من الحصول عليها وبدأت بالتهديد الصاروخي البالستي لاستهداف الداخل اليمني وحدود المملكة العربية السعودية ثم تطور الأمر لاستهداف الحرمين الشريفين في 2016 م الذي استثار غضب المسلمين في العالم، كما استهدفت تلك الصواريخ المناطق الحيوية في المملكة وأعلنت المليشيات الإرهابية الحوثية عبر وسائل إعلامها تحملها المسؤولية لإطلاقها وأعلنت عن استهدافها لمطار الملك خالد الدولي وغيرها من الإعمال التي تحملت مسؤوليتها.
وأضاف: “نحن نعلم وندرك أن النظام الإيراني قام بتزويد حزب الله اللبناني الإرهابي بصواريخ فاتح 110 وتزويد ميليشياته في المنطقة بما فيهم الحوثيين بقدرات الطائرات بدون طيار”, وبالتالي شاهد الجميع التصعيد المتعمد من المليشيات الحوثية باستهداف الأعيان المدنية والمرافق الحيوية وآلاف المواطنين والمقيمين على أرض المملكة العربية السعودية والجنسيات المختلفة.
وتابع يقول: “نعلم أن لدى المليشيات الحوثية في العمليات العسكرية أسلحة “الكلان كنشوف ” ولن نتسامح بأن تكون هناك أعمال إرهابية من خلال إطلاق الطائرات بدون طيار واستهداف المدنيين ، والمرافق الحيوية والمقيمين وضيوف وزوار المملكة العربية السعودية أو إطلاق مثل هذه القدرات بالداخل اليمني والتي تعد كأعمال إرهابية خطيرة وممنهجة.
وأشار العقيد المالكي إلى أن المليشيات الحوثية الإرهابية حاولت استهداف طرق المواصلات البحرية والتجارة العالمية، إذ كان هناك محاولات كثيرة لاستهداف ناقلات النفط على سبيل المثال سفينة ” إبقيق” التي تحوي أكثر من مليون ومئة ألف برميل دون أي إدراك بالمسؤولية حيال تدفق هذا النفط الخام إلى مياه البحر الأحمر مما سيؤدي إلى كوارث بيئية وإقليمية واقتصادية دولية وعالمية, مؤكداً استمرار جهود قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن في إحباط الهجمات الإرهابية التي تستهدف أمن المنطقة والعالم.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف “تحالف دعم الشرعية في اليمن” العقيد الركن تركي المالكي, أن قوات التحالف أحبطت أكثر من 35 عملًا إرهابيًا للمليشيات الحوثية في مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر, مبينًا أن قوات التحالف من خلال عمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع تعمل على تحييد وتدمير قدرات الصواريخ البالستية و الطائرات بدون طيار و الزوارق المفخخة السريعة.
وأشار المالكي إلى أن ما حدث في 9 رمضان بشأن استهداف مضخات النفط في الدوادمي وعفيف يعد استهدافًا للاقتصاد العالمي مما يشكل خطرًا على ضمان تدفق الواردات النفطية إلى العالم الذي يمثل العصب والشريان الحقيقي للاقتصاد العالمي، وقال: “إن ممارسة الميلشيات الإرهابية ترتقي إلى جرائم حرب باعتبار أن مناطق الأعيان المدنية والمدنيين هي محمية بموجب القانون الدولي والمادة 51 والمادة 52 من القانون الدولي الإنساني.
وأكد أن هناك محاولات لاستهداف المطارات الرئيسية بما فيها محاولة استهداف مطار نجران الإقليمي، و مطار الملك عبد الله في جازان وفي تلك المطارات آلاف المسافرين يوميًا سواءً من المقيمين أو من المواطنين السعوديين لذا فإن استمرار مثل هذه الأعمال الإرهابية والعدائية لأي دولة في قوات التحالف يستند إلى حق الدفاع عن النفس ولدينا الإجراءات الوقائية والمبادرة في القيام بعمل عسكري واتخاذ التدابير اللازمة للدفاع عن مقدرات المملكة العربية السعودية ومواطنيها وأيضا المقيمين على أرضها.
وبين أن العمليات النوعية التي تمت في يوم الخميس 11 رمضان كان الهدف منها تحييد قدرات المليشيا الحوثية و تدمير هذه القدرات من الصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار، واستهداف العناصر من المليشيا الحوثية بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني, مؤكداً أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات لتقليل الأضرار الجانبية بالمدنيين, حيث شملت تلك العمليات محافظة صنعاء وهي معسكر الفريجة ومعسكر الصمع ومعسكر بيت دهرة ومعسكر الإذاعة ومعسكر الأشغال العسكرية، ومعسكر العرقوب ومعسكر دائرة الاتصالات العسكرية ومعسكر جبل ضين.
كما استهدفت المواقع العسكرية في محافظة عمران وهي معسكر العمالقة ومعسكر اللواء 310، ومعسكر لتخزين الأسلحة وحاويات وكهوف لتخزين الأسلحة وموقع اتصالات عسكرية, والمواقع العسكرية في محافظة صعدة وهي معسكر كهلان ومعسكر اللواء الأول مدفعية ومعسكر اللواء 117 مشاه آلي المجد ومعسكر للمليشيا شرق مطار صعدة ومعسكر مطرة.
واستعرض العقيد المالكي العمليات الإنسانية في اليمن, مشيرًا إلى أن كل المنافذ البرية والجوية والبحرية سواءً كانت تحت سيطرة الحكومة اليمنية أو الانقلابيين مفتوحة أمام الحملات الإغاثية, وأن التصاريح الصادرة من قيادة القوات المشتركة للتحالف بلغت منذ بداية العمليات العسكرية 46.798 تصريحًا, بالإضافة إلى أوامر تأمين تحركات المنظمات الإغاثية بالداخل اليمني.
وأشار إلى تقرير منظمة التحقق والتفتيش UNVIM التابع للأمم المتحدة في جيبوتي الذي أكد أن جميع الطلبات والتصريحات الإغاثية مستجابة ولا يوجد أي طلب مرفوض أو ملغي مما يشير إلى اهتمام قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن على تأمين كل ما من شأنه دعم الشعب اليمني والحفاظ على مقدراته.
ونوه العقيد المالكي بالاتفاقيتين المشتركتين بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بشأن دعم وإغاثة الشعب اليمني من خلال مكافحة وباء الكوليرا وعلاج سوء التغذية والإصحاح البيئي التي بلغت 60 مليون ريال, مؤكداً تدفق المساعدات الإنسانية بالشراكة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وتناول المالكي الانتهاكات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران لتعطيل المساعدات الإنسانية والذي أعربت عنها الأمم المتحدثة تقريرها الذي نُشر مؤخرًا بما يفيد أنها التحدي الأكبر الذي يواجهه برنامج الأغذية العالمي في اليمن لعدم تعاون بعض قادة الحوثيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
واستعرض المالكي المواقف العملياتي لعمليات إعادة الأمل في الداخل اليمني بما في ذلك استهداف ومهاجمة عناصر مسلحة للمليشيات الحوثية الإرهابية في محافظة الضالع مديرية قعطبة ورصد ومتابعة التحركات العسكرية للمليشيات الحوثية في محافظة حجة ومديرية عبس كما استعرض انتهاكات المليشيات للقانون الدولي الإنسانية من خلال زراعة الألغام والعبوات الناسفة في الطرق الرئيسية وتهديد حياة الأبرياء والمنظمات وأشار المالكي إلى جهود المشروع السعودي ( مسام ) في حماية المدنيين ونزع الألغام والعبوات الناسفة التي تهدد حياة المدنيين.