اختتم قادة دول مجلس التعاون الخليجي قمتهم وسط آمال كبيرة نعلقها جميعاً كمواطنين وأهل لهذه المنطقة، بأن نستطيع ترسيخ تعاوننا وتجذير أسس بنائنا العملاق الذي شهد النور قبل 35 عاماً ممثلاً في مجلس التعاون الخليجي.
وإذا كانت جولة الملك القائد سلمان بن عبدالعزيز الخليجية الأخيرة، والتي شملت الإمارات وقطر والبحرين والكويت، تؤكد أن المملكة بالتعاون مع أشقائها الخليجيين، تحاول الوصول لصيغة أكثر فعالية لدعم الوحدة الخليجية، في هذا الظرف الاستثنائي والصعب، والذي تمثل فيه المملكة أيضاً الرقم الصعب في المنطقة؛ لما تمتلكه من حضور سياسي وثقل اقتصادي هائل على مستوى المنطقة والعالم.
المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، تدرك هذا الدور التاريخي جيداً، وتستشعر مسؤوليتها في الوقوف والتكامل مع شقيقاتها، في كل الظروف والأوقات. ولذا تأتي هذه الجولة، لتضيف إلى المصير المشترك، أبعاداً أخرى، تستند إلى روابط الدم واللحمة والتاريخ والجوار.
لهذا لم يكن غريباً على الإطلاق، أن يلقى الرمز الخليجي والعربي الكبير، مثل هذه الحفاوة في كل محطات جولته، عرفاناً وتقديراً بالقيمة والقامة التي يمثلها حفظه الله، أولاً، ثم استشعاراً بأهمية الدور السعودي الكبير، في ظل هذه المرحلة الحسَّاسة والمتأزِّمة، التي تمرُّ بها المنطقة وتهدد أمننا الخليجي بشكل عام، لنكون جميعاً في مفترق طرق أمام كل المتغيرات الحالية والمستقبلية.
الواقع الظرفي، يشير إلى أن منطقتنا الخليجية، تواجه أعتى تحدياتها أمنياً بما تمثله إيران من خطورة حقيقية، ومعها كل مليشياتها الطائفية الساعية لزعزعة الأمن والاستقرار، من العراق إلى سوريا واليمن ولبنان، وكذلك اقتصادياً من حيث كلفة التنمية في ظل الاضطراب الاقتصادي العالمي، بحيث يمكن اعتبار ما نخوضه من صراع في هذه المرحلة، هو صراع وجود وصراع استقرار.. وسط كل التباينات والتجاذبات.
تكتلنا الخليجي الآن في اختبار الصمود قبل القوة، والانطلاق قبل الجمود، وعلى محك المسؤولية بين الجميع قادة وحكومات ومواطنين، ومن هنا يمكننا فهم أبعاد الجولة الأكثر أهمية في تاريخنا الخليجي، لخادم الحرمين، باعتباره أحد أهم قادة الأمة المخلصين، الساعين دوماً إلى وحدة الصف، وتقوية الكلمة، خاصة في منطقتنا الخليجية، التي تأمل التقدم خطوات واسعة نحو ما تأمله شعوبها. وهي وإن كان الطموح أكبر بكثير، إلا أن المحافظة على عمق العلاقة في زمن التكتلات وشراء الولاءات يعد منجزاً حقيقياً يمثل الأساس لأي تطوير لاحق.. وهو ما يدعمه بقوّة الملك سلمان، من أجل شعوبنا، ومنطقتنا، وأمتنا.
وقفة..
جولة الملك.. قمة الحكمة.. والثوابت.