أكد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة؛ أن المملكة في مقدمة دول العالم من حيث العمل الإنساني؛ فقد وصلت مساعداتها إلى أكثر من 79 دولة، وأنشأت ذراعًا إنسانية بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين؛ هي مركز الملك سلمان للإغاثة، الذي استطاع الوصول إلى 44 دولة، وكانت اليمن في مقدمة الدول المستفيدة بنسبة 61.37%.
جاء ذلك خلال كلمة الدكتور الربيعة التي ألقاها في ندوة عن جهود المملكة الطبية والإنسانية، عُقدت بالمؤتمر الطبي الدولي لجراحة المناظير، في سانتياجو عاصمة تشيلي، وضم أكثر من 650 من كبار الأطباء من شمال وجنوب أمريكا وأوروبا وآسيا وإفريقيا، يمثلون 57 دولة.
وقال الدكتور الربيعة إن المملكة تساهم في مساعدة الدول المحتاجة بتنفيذ برامج نوعية ومرجعية، كالبرنامج السعودي لفصل التوائم، الذي يعد مرجعًا عالميًّا؛ حيث تم خلال 29 عامًا الماضية تقييم ودراسة 106 حالات توائم سيامية من 20 دولة تمثل ثلاث قارات، وقامت المملكة من خلال البرنامج بفصل 47 توأمًا سياميًّا بنجاح؛ ما جعل البرنامج من المبادرات الإنسانية الطبية السعودية المتميزة على مستوى العالم.
وأوضح أن المملكة قامت بعدد من المبادرات الإنسانية الرائدة؛ يأتي من أبرزها برنامج إعادة تأهيل الأطفال الذين جندتهم الميليشيات الحوثية وزجت بهم في الصراع المسلح، في انتهاك وتجاوز لكافة القوانين والأعراف الدولية، مستعرضًا جهود البرنامج السعودي لنزع الألغام باليمن (مسام) الذي يهدف إلى تطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي فاق عددها مليونًا و100 ألف، زرعتها الميليشيات الحوثية المسلحة المدعومة من إيران في اليمن. ومن خلال هذا البرنامج النوعي تمكنت المملكة من نزع ما يزيد عن 50 ألف لغم حتى شهر مارس الحالي.
وأشار إلى مبادرة إنشاء مركز الأطراف الصناعية، الذي يعيد تأهيل من فقدوا أطرافهم بسبب الألغام الحوثية، بتركيب الأطراف الصناعية المناسبة التي تعيدهم إلى ممارسة حياتهم الطبيعة.
وتطرق الدكتور الربيعة إلى الآلية التي استطاعت بها المملكة -ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة- الوصول إلى كافة مناطق اليمن بكل حيادية، رغم الحصار الذي فرضته الميليشيات الحوثية على بعض المناطق، مثل تعز؛ حيث تم استخدام الدواب لنقل أسطوانات الأكسجين إلى المستشفيات، والتعاون مع طائرات التحالف لإسقاط المواد الطبية والغذائية على المناطق الصعبِ الوصولُ إليها.
واستعرض الدكتور الربيعة البرامج الطبية الإنسانية المتعددة التي تقوم بها المملكة عبر المركز، خصوصًا المبادرات التي تقوم بها الفرق الطبية السعودية التطوعية، التي تقدم برامج نوعية في العديد من الدول المحتاجة، وفي مقدمتها اليمن، والتي تعكس الصورة الحقيقية والنبيلة للمملكة العربية السعودية وشعبها المعطاء.
وقدم الدكتور الربيعة عددًا من القصص الإنسانية المؤثرة، التي أوضحت دور المملكة في الوصول إلى المحتاجين وتخفيف معاناتهم من خلال عمل مؤسسي مبني على المعايير العلمية والإنسانية التي تنفذ عبر الذراع الإنسانية السعودية: مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، منوهًا بأهمية العمل التطوعي ودوره الكبير في دعم العمل الإنساني النبيل للمملكة، الذي تسعى من خلاله إلى نقل القيم الراسخة للسماحة والحيادية إلى العالم كله.