قم للمعلم وفّه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا.
أيها المعلم، حتى تكون قدوة. اجعل بينك وبين الطالب ميثاقًا غليظًا، توقيعه الألفة والاحترام والتوقير. لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ شَرفَ كَبِيرِنَا”.
تجنَّب المقارنة، فهي فخ مميت، وظلم مقيت وسطحية في التفكير لأن لكل إنسان كيان مستقل به يميزه عن غيره نفسيًا وذهنيًا وانفعاليًا ولغويًا. وكل طالب لديه مهارات وقدرات أنت من يستطيع صناعتها وبلورتها، بحيث تكون قوة داعمة له لا عليه، فبروحك التربوية و أخلاقك النبيلة تستطيع استثمارها.
امنح الطالب مشاعر نبيلة يمنحك انفعالات جميلة. هكذا هو التعليم غرس وثمار. تعامل مع ردوده القوية كوجهة نظر تستحق الاهتمام والاحتواء، وتفاعل مع تفاصيلها بالاستماع النشط والحوار الأنيق، وضع في الحسبان المسافة العمرية بينكما.
أنت راشد تنظر للموقف بعين العقل وحدس الخبرة، تقدر حجم النفع ودرجة الخطورة، بينما ذلك الطالب يعشق خوض التجربة الجديدة ويتوَّق لمعانقة المغامرة المثيرة، ساعده على تنظيم الخبرة، وإدارة الصراع وحل المشكلات. ساعده على التفكير الناقد الذي يسمو به. اجعله شخصًا قادرًا على تحمل المسؤولية، يمشي في مناكب الأرض لعمارتها لا لفسادها، رافعًا لواء وطنه مقدرًا المسؤولية المناطة به.
و أخيرًا، تذكر أنه على قدر المعطيات تكون النتائج.