يشهد العصر الحالي تطورًا كبيرًا في التقنية وانتشارًا واسعًا في المعارف والمعلومات وسهولة في الوصول إليها والتعامل معها؛ الأمر الذي أدى إلى تسميته بعصر المعرفة. ونتيجة لمعطيات هذا العصر، فقد تأثرت بذلك أنظمة التعليم بما تتضمنه من مصادر بشرية ومواد وأدوات تعلمية وبيئات تعليمية.
ويعد المشرف التربوي عنصرًا مهمًا في منظومة التعليم يؤثر فيها ويتأثر بما يحدث فيها، ويقترح له الخطة المناسبة للتعامل مع التطورات التي تجري في هذه المنظومة تمهيدًا لتحقيق الأهداف المرجوة. وتبرز أهمية كبرى للأدوار التي يقوم بها المشرف التربوي سواء على مستوى المستفيدين من العملية الإشرافية أو على مستوى المجتمع الذي يعيش فيه لمواكبة التطورات التقنية والمعلوماتية التي أصبحت تشكل تحديًا كبيرًا للطالب والمعلم والمؤسسة التعليمية والأسرة والمجتمع.
ويمكن القول إن معطيات عصر المعرفة أسهمت إيجابًا في مساعدة المشرف التربوي على القيام بدوره على أكمل وجه، وذلك من خلال تسهيل مهامه في الحصول على البيانات حول المستفيدين في أي وقت ومن أي مكان وفي أسرع وقت، كما أسهمت أيضًا في تلبية احتياجات المشرف التربوي واحتياجات المستفيدين التطويرية، وذلك من خلال التعامل مع منصات التدريب الإلكتروني المتعددة والمتنوعة، إضافة إلى ذلك فإن عصر المعرفة جعل من المشرف التربوي قائدًا لشبكة تعلم إلكترونية تتضمن عددًا كبيرًا من المعلمين والخبراء والمتخصصين وغيرهم.
إن المشرف التربوي في عصر المعرفة يمثل دور القائد من خلال إنشائه وإشرافه على مجموعات تعلمية إلكترونية تستهدف تبادل الخبرات بين أعضائها. ويمثل دور الباحث عن المعرفة من خلال ما يقوم به من عمليات بحث عن المعارف والمعلومات في محركات البحث المتعددة ليستفيد منها، ويعالجها، ويعيد إنتاجها، ويزود بها المستفيدين الآخرين. ويمثل دور المطور من خلال ما يقوم به من تطوير لأدوات ومواد التعلم الإلكتروني. ويمثل دور المشارك بالمعرفة من خلال ما يقوم به من عمليات مشاركة وتبادل للمعلومات في مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة.
ويمثل دور المدرب من خلال ما يقدمه من برامج تدريبية عبر المنصات الإلكترونية. ويمثل دور الداعم للقضايا المجتمعية من خلال ما ينشره عبر منصاته الإلكترونية من معارف ومعلومات تسهم في معالجة قضية مجتمعية معينة.
وختامًا فإنه في ظل التطورات المتعددة والمتنوعة التي أحدثها عصر المعرفة في الأنظمة التعليمية، فإنه أصبح من الأهمية بمكان تأهيل المشرف التربوي ليكون قادراً على مواكبة التطورات التقنية والمعلوماتية الهائلة التي يعيشها العالم في هذا العصر.