ينكشف الستار كل عام عن عدد من اكتشافات علماء الفضاء الذين يسعون للبحث عن مقومات الحياة على الكواكب الأخرى، لكن عام 2018 كان مميزا في عدد اكتشافاته، إضافة إلى المسبارات الفضائية التي أطلقت في مسعى للوصول إلى اكتشافات جديدة قد تكون من نصيب عام 2019.
وبينما حمل العام أخبارا سارة منها اكتشاف مقومات للحياة مثل الماء والجليد والأكسجين، جاءت اكتشافات أخرى مخيبة للآمال منها رصد رائحة البيض الفاسد على كوكب “أورانوس”، وفي انتظار ما ستسفر عنه مهام مسبار “باركر” الذي أطلقته وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” للوصول إلى أقرب نقطة من الشمس، والمركبة الفضائية الصينية لاستكشاف الجانب المظلم من القمر.
1- جليد القمر والمشترى
أعلن بحث علمي نشرته مجلة “بروسيدنج أوف ناشونال أكاديمي أوف ساينس”، نبأ العثور على أدلة قاطعة على وجود الجليد المائي (المتكون نتيجة تجمد المياه) على سطح القمر، ما يبشر بإمكانية إقامة حياة خارج الأرض.
ووفق ما جاء بالبحث، عثر على طبقات الجليد عند القطبين الشمالي والجنوبي للقمر، ومن المحتمل أن تكون قديمة في أصل تكونها وليست حديثة.
وجاءت النتائج من جهاز كان على متن مركبة الفضاء الهندية “تشاندرايان -1” التي استكشفت القمر بين عامي 2008 و2009.
2- ماء وأكسجين في المريخ
أثبتت دراسة لجوردون بيوراكر، عالم الفيزياء الفلكية في مركز “جودارد لرحلات الفضاء” التابع لوكالة “ناسا”، وجود جليد على كوكب المشترى، موضحا أن الأقمار التي تدور حول الكوكب تعد أقمارا جليدية مائية، تحوي وفرة من المياه.
وتوصل العلماء هذا العام إلى أن الماء الموجود على سطح كوكب المريخ غني بالأكسجين بنسبة كافية لدعم حدوث التنفس الهوائي، وهو ما توصلت إليه دراسة علمية أجراها فريق من مختبر الدفع النفاث بوكالة “ناسا” بالتعاون مع جامعة “JPL”.
3- رائحة كوكب “أورانوس” الكريهة
توصل علماء في بريطانيا إلى أن رائحة كوكب “أورانوس” تشبه البيض الفاسد، ويعود ذلك إلى مركب “كبريتيد الهيدروجين” المنتشر في الغلاف الجوي للكوكب، وهو المركب الكيميائي ذاته الذي يعطي “البيض الفاسد” رائحته الكريهة على كوكب الأرض.
وقال الباحثون في جامعة “أوكسفورد” إن غلاف هذا الكوكب هو الأسوأ على الإطلاق، إذ لا يمكن لبشر استنشاقه، فبخلاف رائحته الكريهة، فهو مليء بالغازات الخانقة، كالهيليوم والميثان، والهيدروجين أيضا، ناهيك عن درجة حرارة الهواء المتجمدة، والتي تقل عن -200 مئوية.
4- لغز الشمس ومجاهل القمر
شهد عام 2018 إطلاق مهمتين إلى الفضاء، لكن نتيجتيهما لم تظهرا بعد، تتعلق الأولى بإطلاق وكالة “ناسا” الأمريكية في أغسطس/آب الماضي، المسبار الفضائي “باركر سولار” في محاول لحل لغز الشمس الأكبر، وهو: كيف تسّخن الشمس الهالة حولها إلى ملايين الدرجات، فيما يبقى السطح تحتها باردا نسبيا؟
وأعلنت الوكالة في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اقتراب المسبار من الشمس لمسافة 15 مليون ميل، ويسعى للوصول إلى مسافة 3.8 مليون ميل من سطح الشمس بما يسمح له بحل اللغز.
وسعت الصين هي الأخرى لتنفيذ مهمة غير مسبوقة، وأطلقت في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، المسبار (تشينج 4) الذي سيكون أول مركبة تهبط على مجاهل القمر “الجانب المظلم منه”.
وتعتزم المركبة الصينية الوصول إلى أقدم فوهة معروفة تكونت نتيجة اصطدام، وتعرف باسم حوض “ساوث بول – آيتكن” على الجانب البعيد من القمر.