الحديث عن مطار لمكة المكرمة حديث ذو شجون فمكة المكرمة مهبط الوحي وماؤى أفئدة المسلمين يفد إليها طيلة العام ( عشرة مليون ) ما بين ( حاج - وزائر - ومعتمر ) ومعظمهم يفدون عن طريق مطار الملك عبدالعزيز ، مما يشكل ضغطاً كبيراً على هذا المطار ، الذي شاخ وجاري تجديده ، مما يكون سببا في حدوث الكثير من الأزمات والصعوبات ، من حيث عدم قدرته على الوفاء بجميع الحجوزات في الأوقات المطلوبة المغادرة منه والقادمة إليه ، سكان مكة وجدة خاصة ، وأن هذا المطار يقوم بخدمة مدينة جدة بسكانها البالغ عددهم أربعة مليون نسمة ، ومكة المكرمة البالغ عددهم مليونين نسمة ، إضافة لأعداد الحجيج المستهدف منهم للوصول ل ( 30 مليون ) مع نهاية الرؤية ٢٠٣٠م .
وبالتالي فان وجود مطار لمكة المكرمة وبالقرب منه ، أمر ضروري واقتصادي ومهم للغاية وفعال ، خاصة أنه سبق أن تم طرحه وتمت الموافقة عليه في عام ( ١٤٢٠ ) وتم اختيار مكانه ليكون في ( بحرة ) أو في طريق ( الليث ) ثم أغلق الموضوع وصرف النظر عنه
بتوصية من مجلس الشورى في عام ( ١٤٢٨ ) ؛ أي قبل عشرة سنوات ، دون تقديم أي مبررات مقنعة ، فقط أنه سيكون بالقرب من مطار جدة دون دراسة جدوى اقتصادية من إنشائه .
وان كنت أرى أن إنشاء مثل هذا المطار ضروري جدا جداً جداً لبعد المسافة بين ( مكة ) و مطار ( جدة ) التي تبلغ قرابة ( مئة كيلو ) ؛ كما أنه سيكون له آثار إيجابية متعددة أهمها الآتي :-
١/ أن هذا المطار سيساهم مساهمة فعالة في تخفيف الضغط عن مطار جدة للرحلات الدولية ، وخاصة خلال موسم الحج وموسم العمرة طيلة العام ، خاصة أن بعض الرحلات القادمة من خارج المملكة تكون قد استغرقت ( عشرات الساعات ) وأكثر ،كما ترهق القادمين أيضا ، وأكثر عندما يركبون الباصات للتنقل إلى مكة ، حتى القطار هو متعب لهم ، لأنهم سينزلون للركوب مرة أخرى .
٢/ سيساهم مساهمة فعالة في تنشيط السياحة الداخلية المحلية لسكان مكة والقادمين إليها خلال الإجازة الصيفية وإجازة المدارس الصغيرة .
٣ / سيساعد سكان مكة المكرمة في السفر منه دون تكبد مشقة السفر لمطار جدة والذي يبعد مسافة ( مئة كيلو ) وقد يكون ذلك في ضياع الرحلة عليهم .
٤/ من الممكن أن يعمل المطارين جنبا إلى جنب ، ففي بعض الدول في مدينة واحدة أكثر من مطار كمطار ( لندن ) الذي تخدمه أكثر من خمسة مطارات محلية ودولية .
٥/ تخفيض نسبة المسافة المقطوعة لسكان مكة عندما يرغبون في السفر لتكون ثلاثين بدلا من مائة ويرحمهم ذلك من مشقة السفر مرتين ، مرة بالسيارة ومرة بالطائرة .
٦/ تخفيض نسبة الحوادث المرورية التي تقع على طريق الحرمين وخاصة في ( المواسم - والحج - والعمرة - والإجازات )
ويذهب ضحيتها بعض الحجاج والزوار وبعض سكان مكة المكرمة .
وفي ختام هذه الرأي ، إن سكان مكة المكرمة أملهم في الله ثم في سمو أمير منطقة مكة المكرمة مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس لجنة الحج المركزية الأمير / خالد الفيصل - ( حفظه الله ورعاه ) كبير جدا وهو الأمير الذي يعمل ( ليلا ونهارا ) وبلا ( كلل أو ملل ) لتكون مدينة ( مكة المكرمة ) في مقدمة المدن السعودية بل العربية مدينة عصرية بمعنى الكلمة والمطارات أحد العناصر الرئيسية في تطور المجتمعات المعاصرة.
وإن كانت بعض الظروف قد لا تساعد بإنشائه ، فمن الممكن أن يتم إنشاؤه من قبل القطاع الخاص بمشاركة من ( البنوك والشركات الضخمة ) ليكون استثمارا قويا ، سيعود نفعه على ( المواطن والزائر والمقيم ) في مكة وكذلك على القطاع الخاص وتوفير عدد كبير من الوظائف .