تعتبر الأنظمة الغذائية الصحية من أهم العوامل التي تساعد الجسم على الاستقرار، والاستفادة القصوى من الفيتامينات والأملاح والعناصر الأخرى، ومن الملاحظ في السنوات الأخيرة ظهور بعض السلوكيات السلبية التي خلقت حالة من التوتر والقلق الضغط العصبي المستمر، والذي أدى إلى إصابة الأجيال الناشئة بمشكلة الأرق وقلة النوم.
واستطاع فريق من الباحثين الأمريكيين التوصل إلى أن الطعام الذي يحتوي على البريبيوتيك يقضي على مشكلة الأرق وقلة النوم الناتجة على حالة التوتر المستمرة التي يعيشها الكثير.
ويعتبر البريبيوتيك من الألياف النباتية الطبيعية، والتي يصعب هضمها، وتوجد في وجبات الطعام، وتتغذى عليها البكتيريا النافعة بالأمعاء وتنمو بأعداد ضخمة، ويرتفع معدل البكتيريا المفيدة عن النوع الضار في الأمعاء، مما يعود على الجسم بالصحة الجيدة، وبالتالي النوم العميق المريح.
وتوضح الدراسة أن التوتر والقلق المستمر يفقد الشخص القدرة على النوم، وبالتالي تتضرر الصحة العضوية للجسم عموماً، وكشفت دراسة سابقة أن التوتر يؤثر في بكتيريا الأمعاء بصورة تؤدي إلى اضطراب دورة النوم اليقظة.
أخضعت الدراسة الحالية الفئران لطريقتين من الغذاء لفترة 30 يوماً، منها مجموعة تعتمد على مكملات غذائية للبريبيوتيك، والثانية المجموعة الضابطة، وركزت على الطريقة المعتادة للطعام، وتبين بعد فحص فضلات الفئران أن المجموعة التي تغذت على البريبيوتيك ظهر ارتفاع في نسبة بكتيريا الأمعاء المفيدة لديها، وبالتالي تحسن أداء المناعة بصورة أكبر من المجموعة الضابطة.
وقام الباحثون بقياس كهربة الدماغ لتتبع عملية النوم واليقظة، وتبين أن الفئران المعتمدة على البريبيوتيك نامت بشكل عميق وهادئ، مقارنة بالمجموعة الضابطة.
وعرَّض الباحثون الفئران كلها للتوتر عن طريق الصدمات، ووجد أن فئران البريبيوتيك تواصل النوم العميق، وهذا دليل على تخلصها من حالة التوتر بسرعة، مقارنة بالمجموعة الأخرى التي تعرضت للأرق.