التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اليوم فخامة الرئيس محمد ولد عبدالعزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وذلك في القصر الرئاسي بالعاصمة نواكشوط.
وقد عقد سمو ولي العهد وفخامة الرئيس الموريتاني اجتماعًا ثنائيًا رحب في بدايته، بسمو ولي العهد في بلده الثاني، فيما عبر سموه عن سعادته بزيارة الجمهورية الموريتانية.
ونقل سمو ولي العهد، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لفخامة الرئيس الموريتاني، فيما حمله فخامته تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين.
وعُقدت الجلسة الموسعة عقب ذلك بحضور وفدي البلدين، حيث تم استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وفرص تطوير مجالات التعاون بينهما، بالإضافة إلى تطورات الأحداث في المنطقة.
عقب ذلك، وبحضور سمو ولي العهد وفخامة الرئيس الموريتاني أعلن معالي وزير الإعلام الدكتور عواد العواد عن توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بإنشاء مستشفى الملك سلمان في نواكشوط بسعة 300 سرير.
وبيَّن معاليه أن المستشفى يتضمن أقسام الطوارئ والإسعاف والعيادات الخارجية والعمليات الجراحية ومركز الأورام ومركز القلب والغسيل الكلوي وقسم النساء والولادة وقسم الأطفال وقسم المناظير وقسم المختبر وقسم العناية المركزة وقسم الأشعة التشخيصية والصيدلية المركزية والتعقيم المركزي وأجنحة التنويم.
كما صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بترميم مسجد الملك فيصل -رحمه الله-.
عقب ذلك، شهد سمو ولي العهد وفخامة الرئيس الموريتاني مراسم توقيع ثلاث اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين حيث كانت الاتفاقية الأولى متعلقة بتجنب الازدواج الضريبي، فيما كانت الثانية مذكرة تفاهم للتعاون في مجال المياه والصرف الصحي، في حين كانت المذكرة الثالثة في مجال الحياة الفطرية، وقعها جميعًا من الجانب السعودي معالي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي فيما وقعها من الجانب الموريتاني على التوالي معالي وزير الاقتصاد والمالية المختار آجاي، ومعالي وزير المياه والصرف الصحي إسلم ولد سيدي المختار، ومعالي وزير البيئة والتنمية المستدامة آمدي كمرا.
عقب ذلك تلا معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد ومعالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير البيان الختامي المشترك فيما يلي نصه:
تلبية لدعوة كريمة من أخيه صاحب الفخامة السيد محمد ولد عبد العزيز، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية وبناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية بزيارة رسمية للجمهورية الإسلامية الموريتانية يوم الأحد 24 ربيع الأول 1440 هـ، الموافق 2 ديسمبر 2018.
وجاءت هذه الزيارة في إطار علاقات الأخوة الراسخة بين البلدين، والروابط التاريخية بين شعبيهما الشقيقين؛ وعكست عزمهما المشترك على تعميق وترسيخ التعاون بينهما في كافة المجالات.
وخلال الزيارة قام صاحب الفخامة السيد محمد ولد عبد العزيز، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بعقد جلسة مباحثات رسمية تناولت تعزيز العلاقات الثنائية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك على المستوى العربي والإقليمي والدولي، واتسمت هذه المحادثات، بتطابق وجهات النظر حول القضايا التي تطرق إليها النقاش.
وأبدى صاحب الفخامة السيد محمد ولد عبد العزيز وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ارتياحهما الكبير لعمق العلاقات الأخوة والصداقة القائمة بين الشعبين الشقيقين، وجددا التزامها بالعمل الدؤوب على تطويرها وتعزيزها بهدف تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين.
وتجسيدًا لذلك فقد تم توقيع جملة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين في مجالات حيوية.
كما شملت المباحثات بين الجانبين عددًا من القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكد الجانبان على دعمها الراسخ للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وفيما يتصل بالشأن اليمني أكد الجانبان على دعمهما لجهود الوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفقًا لقرار مجلس الأمن 2216 (2015) والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل؛ كما أكدا على حرصهما على وحدة واستقرار وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية.
وجدد صاحب الفخامة السيد محمد ولد عبد العزيز إدانة الجمهورية الإسلامية الموريتانية لأي تهديد لأمن المملكة العربية السعودية وإدانة الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشديدة للتهديدات والهجمات الباليستية التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية كما ثمن فخامته باسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في سبيل تخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة والممرات المائية الدولية فيها.
كما تناول الجانبان الأوضاع في سوريا وليبيا، وأكد الجانبان على دعمهما لجهود الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية وحرص الجانبين على وحدة وسلامة الأراضي السورية والليبية، وتعزيز كل ما من شأنه أن يؤمن استتباب الأمن فيهما كما جددا تمسكهما بالوقوف بحزم في وجه كل السياسات الرامية إلى تقويض الأمن والاستقرار وإثارة النعرات الدينية والطائفية.
وجدد الجانب الموريتاني استنكاره لحملة الادعاءات المغرضة التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية الشقيقة، مثمنًا الدور الريادي الذي تقوم به خدمة للعرب والمسلمين ودعما لاستتباب الأمن والسلام في العالم.
وجدد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبدالعزيز ثقته وثقة الشعب الموريتاني في حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في قيادة المملكة إلى المزيد من الازدهار والنمو والتقدم وفي التعاطي بحكمة وحزم وبصيرة مع مقتضيات المرحلة.
ونوَّه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمكانة الريادية التي أصبحت تتبوؤها موريتانيا على المستوى العربي والإفريقي والدولي، وما تحقق في ظل قيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبدالعزيز من تقدم وأمن وتنمية في الجمهورية الإسلامية الموريتانية والجهود الكبيرة من أجل استتباب الأمن والاستقرار في منطقة الساحل وجدد سموه شكره وتقديره لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبدالعزيز وللحكومة والشعب الموريتانيين على ما حظي به والوفد المرافق له من حفاوة استقبال وكرم ضيافة، وقدم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع دعوة باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وباسمه شخصياً لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبدالعزيز لزيارة المملكة العربية السعودية في المستقبل القريب وقبل فخامة رئيس الجمهورية تلبية الدعوة الكريمة على أن يتم تحديد موعدها لاحقا بالطرق الدبلوماسية.