قال رئيس الاستخبارات العامة الـسعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل: إنه إذا تم إجراء استطلاع لآراء السعوديين اليوم؛ سيكون الأمير محمد بن سلمان أكثر شعبية مما كان عليه منذ أسبوعين مَضَيَا؛ كاشفاً عن أن الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي قد لفت انتباهه للمرة الأولى في عام 1988، بعد أن قام برحلة إخبارية إلى أفغانستان لصالح صحيفة “عرب نيوز”؛ مضيفاً أنه في ذلك الوقت “لم يكن لدى “خاشقجي” علاقة مع الاستخبارات السعودية؛ ولكن عندما أصبح “خاشقجي” محرراً لدى “عرب نيوز” في التسعينيات الميلادية؛ الْتقى به وبدأت علاقتهم العملية.
وتفصيلاً، وحول ما تتعرض له السعودية من هجوم نتيجة وفاة “خاشقجي”، قال “الفيصل”، في مقابلة نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية: إنه إذا تم إجراء استطلاع لآراء السعوديين اليوم؛ سيكون الأمير محمد بن سلمان أكثر شعبية مما كان عليه منذ أسبوعين مَضَيَا؛ “وذلك بسبب شعور السعوديين بأن قائدهم يتعرض ظلماً لهجوم من وسائل الإعلام الغربية؛ وذلك ينطبق على العائلة الحاكمة أيضاً؛ فهم يشعرون أن هذا الهجوم يأتي ضد السعودية والعائلة الحاكمة، وليس محمد بن سلمان فحسب”.
وأضاف: “إن الأشخاص الذين يعتقدون أن ثمة تغييراً في السعودية، هم مخطئون؛ مضيفاً أن السعوديين باتوا أكثر دعماً لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بسبب تعرضه لهجمات من الإعلام الغربي”.
وشدد الأمير تركي على أن “تشويه صورة المملكة العربية السعودية غير عادل، وظالم”؛ مضيفاً: “إن شعب المملكة العربية السعودية راضون عن القيادة؛ لأن القيادة أنتجت رؤية للمستقبل، وتعمل على تنفيذ تلك الرؤية.. وإذا قاموا بالمراجعة أو التعديل أو الإضافة على الرؤية؛ فسيكون ذلك أفضل؛ إذ إن الرؤية 2030 ليست وحياً إلهياً”.
وتقول “واشنطن بوست”، بحسب الأمير: إن العلاقة العملية بين الأمير تركي وجمال خاشقجي، اتجهت إلى مفترق الطرق قبل أربع سنوات، تقريباً جزئياً؛ بسبب اختلاف وجهات النظر حول جماعة الإخوان المسلمين، وقالت إن الأمير تركي حذّر “خاشقجي” بـ”أنها جماعة استخدمت الأعمال الإرهابية لتعزيز وجهات نظرها، تحت ستار الليبرالية”.
وخلال المقابلة التي أجراها الكاتب الأمريكي الشهير ديفيد أغناتيوس، مساء يوم الاثنين الماضي في مقر إقامة الأمير تركي في ولاية فرجينيا، قال “أغناتيوس”: إنه من بين جميع الأشخاص الذين أعربوا عن ألمهم جراء وفاة جمال خاشقجي؛ مشيراً إلى أن الأمير تركي الفيصل يمثل حالة خاصة؛ حيث يقول الأمير تركي إنه “مصدوم” من فقدان “تلميذه” القديم؛ ولكنه يقف خلف الملك سلمان وولي العهد خلال هذه الأزمة.